قال العلامة الشيخ محمد البشير الإبراهيمي×: =إن أمة تنفق الملايين في الشهر على القهوة والدخان، وتنفق مثلها على المحرمات، وتنفق مثلها على البدع الضارة، وتنفق أمثال ذلك كله على الكماليات التي تنقص الحياة ولا تزيد فيها، ثم تدعي الفقر إذا دعاها داعي العلم لما يحييها_لأمة كاذبة على الله، سفيهة في تصرفاتها+(96).
وقال×: =المال الذي تنفقه في المحرمات يسوقك إلى النار، والمال الذي تبدده في الشهوات يجلب لك العار، والمال الذي تدخره للورثة الجاهلين تهديه إلى الأشرار، وتبوء أنت بالتبار والخسار.
أما المال الذي تحيي به العلم، وتميت به الجهل_فهو الذي يتوجك في الدنيا بتاج الفخار، وينزلك عند الله منزلة الأبرار+(97).
ولا يعني التحذير من الإسراف في الترف أن يكون الناس على سنة واحدة من الإعراض عن الزينة والملاذ؛ فقد قال_تعالى_: [قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق] الأعراف: 32.
وإنما المقصود من ذلك الدعوة إلى أخذ النفوس بالاقتصاد، وحمايتها من الإفراط في الزينة واللذيذ من العيش.
ولهذا سلكت هداية القرآن الكريم بالناس هذا الطريق القويم، وهو طريق الاقتصاد؛ فبعد أن أمر في آيات كثيرة بالإنفاق في وجوه الخير نهى عن الإسراف نهيا بالغا، فقال_تعالى_: [ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا] الإسراء: 29.
وألحق المبذرين بقبيل الشياطين فقال_تعالى_: [إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين] الإسراء: 27.
وعدهم في زمرة من يستحقون بغضه فقال_عز وجل_: [وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين] الأعراف: 31.
صفحة ٣٧