ادخلي.
فدخلت ثم غصت، تعمقت عميقا ... عميقا.
كانت رطبة لكنها مضاءة بشكل جيد ومريح، كانت أضخم مما كنت أتصور وأضخم من جمجمتي، أضخم من دولاب ملابسي، أضخم من المحراب، كمن أدخل سوقا سحرية تمتد وتتنوع أشياؤها وتتعدد، وكان صوته السهل القوي الواثق العارف يتسلل في دمي حلوا عميقا.
ركزي.
ركزي.
ركزي ... والآن.
والآن، فلنبحث عنه!
الأشياء متراكمة في بهو الذاكرة، الأموال، الأشجار، الأجهزة، راديوهات، أنغام، طريق مستنيرة، طريق مظلمة، طريق ميتة، إماء، أطفال، محمد آدم، المختار، أبي، أزهار دفلي وشجيرات عرديب صغيرة، وكثير من الذي لا ندري له اسما، أسماك.
كنا نقلب ونرفع هذا وذاك، ونزيح قليلا الى أن وجدناه مختبئا في ركن من شتاء الذاكرة، في ركن ثلجي به كومة متجمدة من الحوادث، والأوراق والحقد، كان هزيلا، باردا ومتشائما وهو يحتضن أطلس محمد آدم وسط صقيع شتاء الذاكرة، عيناه غائرتان، التقطه المختار بملقاط أعد لهذا الغرض خصيصا، مصنوع من قوة الذهن وعناد العاطفة.
نعم.
صفحة غير معروفة