وحدنا.
ندخل حجرة أمي المعبقة ببخور الصندل، نخلع أحذيتنا ونرقد على سريرها الزوجي بكامل ملابسنا، ونحن نحتضن بعضنا مثل دجاجة وفرخها الوحيد ... وأحيانا يدخل كفه بين ملابسي متحسسا جسدي وثديي الناميين، وهذا الفعل غالبا ما يصيبني بالخدر، ويفقدني الوعي، ولو أنه كان خدرا لذيذا وممتعا.
وحدث أن نمنا.
نمنا بحجرة أمي ويده تقبض على ثدي ولم ندر أن وقت عودة أمي قد حان، حيث إنها تأتي قبل أبي بساعة أو قليلا من الساعة، فلم نستيقظ من خدرنا اللذيذ إلا على صرخة مدوية على رأسنا، ورأينا ونحن نفتح عيوننا بكل وسعها في لحظة رعب واحدة، رأينا أمي بدمها ولحمها، ويداها على رأسها وعيناها جاحظتان وفمها مفتوح، كان وجهها الجميل مرعبا ومخيفا، قالت: ماذا تفعلان؟!
نهضنا محاولين الهرب، ولكنها قالت بحزم: لا تذهبا ... ابقيا.
ثم صمتت لزمن مخيف طويل قبل أن تقول لمحمد آدم: اذهب أنت إلى الديوان.
فخرج وهو يرتجف رعبا وهلعا، وبقيت أمي وأنا، وحدنا.
الموت غرقا
أنا في الثالثة عشرة من ...
أنا في الثالثة عشرة من عمري في ذلك الحين، وهو في السادسة عشرة، كنت ممتلئة الجسد، رغم قصري، ولي عقل - كما كانت تقول أمي دائما - كبير ... أكبر من عمري.
صفحة غير معروفة