وجوههم ونورها وإشراقها، سرورًا بقرب ربهم ورؤية حبيبهم.
فتوهم هيبتهم حين رفعوا أيمان أرجلهم إلى ركب الياقوت والزمرد والدر.
فتوهم حسن أقدامهم ونعيمها، إنها (١) أقدام غيرت عن خلقها فأكسيت في الحسن بخلاف ما كانت عليه في دار الدنيا، ثم أكنها الله في جنته من كل آفة فغير خلقتها متخضبة، لها أحقاب الدهور في كثبان المسك ورياض الزعفران.
فتوهم حسن نورها وقد رفعها أولياء الله ركب الياقوت والدر، فتوهمها بحسنها في أحسن ركب نجائب الجنان، ثم ثنوا من غير عنف ولا مشقة حتى استووا على رحائل من الدر والياقوت مفضضة بالعبقري والأرجوان، فيا حسن بياض الدر في حمرة الأرجوان. فلما استووا عليها، واستويت على نجيبك معهم، أثاروا نجائبهم فثارت، فثار عجاج المسك لوثوبها علا (٢) ذلك ثيابهم وجمامهم، ثم استوت النجائب صفًا واحدًا معتدلًا فصاروا موكبًا معتدلًا لا عوج فيه، ولا يتقدم بعضها بعضًا، فأعظم به من موكب، وأعظم به من ركبان.
فتوهم امتداد صفهم في اعتداله واصطفاف وجوههم معتدلة في اصطفافها، وعلى جباههم
_________
(١) قال (أ): في الهامش. وأظنه عنى أنه أثبته من الهامش.
(٢) هكذا صوب الكلمة (أ)، وكانت في أصله [على] .
1 / 69