ياقوت الجنة في حمرته وصفائه، وإشراق نوره وتلألؤه، حين يمشي في تحركه.
فتوهمها بحسنها وحسن وجوه الملائكة وحسن أزمتها بسلاسل من ذهب الجنان، وهى تقودها وتقبل بها إلى أولياء الله وأنت فيهم، معتدلة في خببها بحسن سيرها، لأنها نجب خلقت على حسن السير من غير تعليم من العباد، فهى نجب من غير رياضة، ذلل بسلاسلها، منقادة من غير مهنة.
فتوهم إقبال الملائكة بها إليهم، حتى إذا دنوا من أوليائه أناخوها، فتوهم بروكها في حسنها وهيئة خلقها، وقلبك عارف أنك ستركب بعضها إلى ربك منطلقًا في الزائرين (١) له. فلما أناخوها فبركت على كثبان المسك من رياض الزعفران تحت طوبى ومستراح العابدين، أقبلت الملائكة على أولياء الله فقالوا بحسن نغماتهم: يا أولياء الرحمن، إن الله ربكم يقرئكم السلام ويستزيركم فزوروه، لينظر إليكم وتنظروا إليه ويكلمكم وتكلموه، ويحييكم وتحيوه، ويزيدكم من فضله ورحمته، إنه ذو رحمة واسعة وفضل عظيم. فلما سمعها أولياء الله، وسمعتها معهم وثبوا مسارعين إلى ركوبها، حبًا وشوقًا إلى ربهم.
فتوهم سرعة توثبهم، وأنت معهم، بحسن
_________
(١) هكذا صوب الكلمة (أ)، وكانت في أصله [الزارين] .
1 / 68