الأكاليل، من فوق رؤوسهم (١) تيجان من الدر والياقوت. فما ظنك باجتماع وجوه أهل الجنان كلها، عليهم الأكاليل والتيجان مصطفة متحاذية؟ فما ظنك بأكثر من ألف ألف ألف، وما تقدر القلوب على إحصاء عدده من تيحان الدر والياقوت مطنطنة على وجوههم نضرة ضاحكة فرحة مستبشرة.
فلو توهمت هذا الموكب بنجائبه واعتدال ركبانه واصطفاف تيجانه على وجوه أولياء الله المشرقة الناعمة من تحته، ثم رهقت نفسك اشتياقًا لكنت لذلك حقيقًا، ولكنت به حريًا إن عقلت ذلك شوقًا من قلبك إيقانًا بإنجاز ما وعد به ربك أولياءه. فلما اعتدل الصف واصطفت التيجان تبادروا بينهم: سيروا إلى ربنا.
فتوهم النجائب حين أخذت في السير بأخفاف من الياقوت سيرًا واحدًا بخط (٢) واحد لا يتقدم بعضها بعضًا، تهتز أجسام أولياء الله عليها من نعيمها، وأكتافهم متحاذية في سيرهم، وأخفاف رواحلهم وركبها متحاذية في خببها، فانطلقوا كذلك تثير رواحلهم المسك بأخفافها، وتهتز رياض الزعفران بأرجلها، فلما دنوا من أشجار
_________
(١) هكذا صوب الكلمة (أ)، وكانت في أصله [روسهم] .
(٢) هكذا صوب الكلمة (أ)، وكانت في الأصل عنده [بخطا] .
1 / 70