ويكفيك في فضيلة الأعمى ما ورد في ما ورد في سورة ﴿عبس١ وتولى٢﴾ ٣، وناهيك أنه ﵊ كلما جاءه ابن أم مكتوم قال: "مرحبا بمن عاتبني ربي فيه" ٤.
وجعله مرتين خليفة عنه في المدينة٥، وإماما في المسجد٦.
_________
(عبس): أي: قبض وجهه مكرها، (وتولى): اعرض.
٢ الآية رقم ١ من سورة عبس.
٣ روى الإمام الطبري في تفسيره ١٢/٤٤٣، وابن حبان في صحيحه ٢/٢٩٤، والحاكم ٢/٥١٤، بأسانيدهم عن عائشة ﵂ قالت: أنزلت (عبس وتولى) في ابن أم مكتوم، قالت: "أتى إلى رسول الله – ﷺ فجعل يقول: أرشدني! قالت: وعند رسول الله ﷺ من عظماء المشركين، قالت: فجعل النبي ﷺ يعرض عنه، ويقبل على الآخر، ويقول: (أترى بما أقوله بأسا؟)، فيقول: لا، ففي هذا أنزلت ﴿عبس وتولى﴾ .
٤ معالم التنزيل للبغوي ٨/٣٣٥، زاد المسير لابن الجوزي ٩/٢٩، روح المعاني ٣٥/٥٠.
٥ وذكر بعضهم أنه استخلفه على المدينة ثلاث عشرة مرة، وانظر: طبقات ابن سعد ٤/١٥٥، نكت الهميان ٢٢١، الإصابة ٢/٥٢٣.
٦ عن أنس ﵁ أن النبي ﷺ – استخلف ابن أم مكتوم يؤم الناس وهو أعمى، رواه أحمد في المسند ٣ /١٩٢، وأبو داود في كتاب الصلاة ١/٣٩٨، رقم (٥٩٥)، والبيهقي ٣/٨٨، وحسنه الحافظ في التلخيص ٢/٣٤، ورواه ابن حبان في صحيحه ٥/٥٠٦، رقم (٢١٣٤) من طريق عائشة ﵂، وأبو يعلى في مسنده ٥/٤٣٨، رقم (٣١٣٨)، والطبراني في الأوسط، مجمع البحرين في زوائد المعجمين ٢/٦٧، رقم (٧٢٣)، تال الهيثمي في المجمع ٢/٦٥، ورجال أبي يعلى رجال الصحيح. وقال الحافظ في التلخيص. الصفحة السابقة: إسناده حسن.
1 / 62