تسلية أهل المصائب
الناشر
دار الكتب العلمية
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
مكان النشر
بيروت - لبنان
الباب الثامن: في تطييب خاطر الوالدين على الأولاد
قال الله تعالى: ﴿والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم﴾ وقد ذكر البغوي في تفسيره بإسناده، «عن سعيد ابن جبير، عن ابن عباس ﵄ قال: قال رسول الله ﵌: أن الله يرفع ذرية المؤمن في درجته وإن كانوا دونه في العمل، لتقر بهم عينه، ثم قرأ النبي ﵌: ﴿والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم﴾» .
ففي هذه الآية والحديث، دليل على تطييب خاطر الوالدين على أطفالهم، وهذا الذي ينبغي، أن يطيبوا أنفسهم، ويقروا أعينهم، فإنهم، وإن كانوا كبارًا، فهم من أهل التوحيد والإسلام، وإن كانوا صغارًا، فهم ممن: ﴿لا خوف عليهم ولا هم يحزنون﴾، لأنهم ماتوا على الفطرة السليمة، وهم من السعداء الذين يدخلون الجنة بلا عمل عملوه، ولا خير قدموه، بل رحمة الله ومنته عليهم، ولهذا يكونون في برزخهم في كفالة أبيهم إبراهيم الخليل ﵇، إمام الحنفاء - كما في دعاء الميت إذا كان صغيرًا: واجعله في كفالة إبراهيم.
وكما ثبت في صحيح البخاري «من حديث سمرة بن جندب - وقد تقدم - عن النبي ﷺ في حديث المنام قال فيه: فأما الرجل الطويل الذي في الروضة، فإبراهيم ﵇، وأما الولدان حوله، فكل مولود يولد على الفطرة، فقيل: يا رسول الله، وأولاد المشركين؟ قال وأولاد المشركين»، و«في رواية للبخاري أيضًا والشيخ في أصل الشجرة إبراهيم ﵇ والصبيان حوله أولاد الناس» .
«وعن أبي هريرة ﵁ قال: قال
1 / 97