وأما قراءة بعضهم: {فمن تبع هداي فلا خوف} (¬1) فيجوز أن يكون بناء، ويجوز أن يكون أسقط التنوين مع إرادته، كما حكى: (سلام عليكم) (¬2) من غير تنوين.
ومنها: المضاف إلى ياء المتكلم، نحو: (غلامي)، وجوابه: أن المصنف يرى أنه معرب، كما سبق (¬3)، وعلى القول ببنائه فعلة بنائه راجعة إلى ما ذكر؛ لأنه شبيه بشبيه الحرف؛ لأنه يشبه (الذي) في أن آخره ياء، فهي كياء (الذي) في كونها بعد كسرة لازمة وصالحة للحرف، وغير حرف إعراب، وفي أنه يتغير في التثنية تغيرا متيقنا وفي الجمع تغيرا محتملا، و(الذي) يشبه الحرف في الافتقار إلى الجمل. وقد سبق نظيره في بناء (حذام)، وهذا التعليل ذكر ابن مالك أنه لم يسبق إليه (¬4).
ومنها: ما ركب تركيب المزج من الأعداد، نحو: (أحد عشر)، و(ثلاثة عشر) إلى (تسعة عشر). وجوابه: [22أ] أن علة بنائه تضمن الثاني حرف العطف، وتنزل الأول من الثاني منزلة بعض الكلمة، فالعلة إما معنوية أو افتقارية (¬5).
ومنها: ما ركب من الظروف [41ب]، نحو: (فلان يأتينا صباح مساء، ويوم يوم)، (وسهلت الهمزة بين بين). وجوابه: أنها متضمنة حرف العطف، والأصل: (صباحا ومساء، ويوما فيوما، وبينها وبين حرف حركتها) (¬6)، ومنها: العلم المختوم ب (ويه): ك (سيبويه، وعمرويه)؛ فإنه يبني على الكسر لتركبهما مع الصوت. وجوابه: أن علة بنائه: التركيب، ك (خمسة عشر)؛ فهو راجع إلى تضمن معنى الحرف (¬7).
صفحة ٦٠