قال الفارسي في العسكريات (¬1): "وعلى هذا حمل أبو عثمان (¬2) قوله تعالى: {قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا} (¬3) قال: (يقيموا) مبنى لما أقيم مقام (أقيموا)؛ لأن المعنى إنما هو على الأمر. ألا ترى أنه ليس كل من قيل له: (أقم الصلاة) أقامها، ولا كل من قيل له: (قل التي هي أحسن) قالها؛ فكان المقصود الأمر" (¬4).
وحكى ابن أبي الربيع عن سيبويه (¬5) أن علة بنائه: شبه الصوت، نحو: (حوب) (¬6) زجر للجمل لمعنى، و(حوب) مبني، وذكر غيره (¬7) أنه شبه ما قطع عن الإضافة، ك (قبل)، و(بعد)؛ لأن كلا (¬8) منهما يكون متمكنا في حالة دون [31ب] أخرى، وفي أنه صار غاية الصوت، أو صار آخر الكلام بعد أن كان وسطا في حالة الإضافة.
ومنها: مشاكلة الاسم لما وقع موقع المبنى، وذلك مختص بما كان على (فعال) علما لمؤنث، ك (حذام، وقطام، ورقاش)، وبابه في اللغة الحجازية (¬9)؛ فإنهم يبنونه على الكسر، قال (¬10):
إذا قالت حذام فصدقوها فإن القول ما قالت حذام
فبناها على الكسر في الموضعين، وهي فاعل فيهما، وأما بنوتميم فيعربونه إعراب مالا ينصرف (¬11). وقد جمع بين اللغتين الشاعر في قوله (¬12):
ومر دهر على وبار فهلكت جهرة وبار
وجوابه: أن في علة بنائه أقوالا:
صفحة ٥١