ولما كان يوم الاثنين ثاني وعشرين صفر، أجاب الأمير شمس الدين سنقر الأشقر إلى التسليم والدخول في مراضی مولانا السلطان، والتمس الاجتماع بالأمراء الأكابر الجرادین محبة الأمير حسام الدين رنطای، مقدم المساكر المنصورية، فاجتمعوا به من أسفل السور وهو من أعلاه. واعتذر واعترف، وسير من جهته من حلف الأمراء، وسيروا إليه من كلفه، وتقرر أنه يحضر ولا يكلف إقطاعا ولا شيئا، وأنه يكون مقيما في بيته تحت المراحم الشريفة. وسبر ولده شهاب الدين طمنار، و نوا به إلى مولانا السلطان بذلك. فوصل بهم الأمير بدر الدين بنتوت العلاي المنصوري، في مستهل شهر ربيع الأول، فأحسن مولانا السلطان الإجابة، وأجمل الإثابة لهذه الإنابة، وتقررت أموره على ما التمسه وزيادة، وعادت له إليه بأنواع الإقامة والإفادة، ثم ورد البريد بأنه خرج واجتمع بالأمير حسام الدين مقدم المساكر المنصورة و بالأمراء، ومد الجسر، وأخرج من كان عنده من اهل البلاد، ومن النصارى والشمسية والقافلة، وحط المجانيق واستأذن في دخوله لتدبير مصالحه فدخل وطلب ثمانمائة جمل لحل قله، فحصل الاهتمام بذلك. وطلب شيئا من جشاره الذي كان أخذله، فأعطى ستين رأسا تخيرها، وبقي كل يوم يخرج فيقف في سوق الخيل مع الأمراء، ثم يدخل لتدبير أمره، وحصل الشروع في نقل المجانيق من صهيون ومن المرقب
صفحة ١٥٠