ترصيع الأخبار وتنويع الآثار والبستان في غرائب البلدان¶ والمسالك الا جميع الممالك
تصانيف
============================================================
وثار فى صدر أيام الإمام عبد الله بكورة إشبيلية محمد بن خطاب ووليد: ابن أشعث ومحمد بن الجريج . وذلك أنه لما ولى إشبيلية الولد محمد بن الإمام عبد الله ظهرت من بعض العرب أحوال أوجبت إخراجهم عن المدينة إلى بواديهم. وانفرد بمدينة إشبيلية الموالى وبنوا سورها ثم استجلبوا عبد الله ابن غالب ، وعملوا على إدخاله المدينة وخلعان الطاعة معه . فكان من خروج الوزبرين جعد بن عبد الغافر وأصبغ بن عيسى بن فطيس [و] إصراف العرب إلى إشبيلية وقتل عبد الله بن غالب ما سيذ كر بعد هذا: ولما انتهى خبره إلى أعل إشبيلية ثاروا على الولد محمد ابن الإمام عبد الله، وقدموا على خبرهم هؤلاء المذكورين، وزحفوا إلى قصر إشبيلية وحاربوا محمدا أشد الحرب، وتغلبوا على كثير من دوره حتى فاجاهم القائدان؛ ودخلت الخيل على باب قرمونة وفتحه لهم اليهود، فوضعوا أيديهم فى قتل المولدين ولما 12 سمع المحاصرون لمحمد الطبول حلوا حربهم عن القصر، وخرجوا هاربين من المدينة، فقتلوا أبرح قتل، وانصرف العرب إلى المدينة.
أمية بن عبد الغافر: ولما بقى الموالى على ما ذكرنا من إشبيلية لقيامهم على محمد، وصار جعد وأصبغ بن عيسى الوزيران بعكريهما على إشبيلية ، وآثر الولد محمد التفل إلى قرطبة معهما، سجل لأمية بن عبد الغافر على كورة إشبيلية، ورجع العرب 18 إلى حاضرتها.
ولما بلغ أمية ما دار على أخيه جعد من القتل بناحية شذفيله استخف
بآمره رؤساء عرب إشبيلية. فذهب إلى قبض رهائهم ليتوثق بذلك من 21طاعهم، فواضعوه الحرب حتى أيقن بالغلبة، فقتل جواريه، وأحرق ما كان معه من وطاء وغطاء وكسوة وحلية، وترك زوجته، واتكأ على سيفه فات ... *
صفحة ١١٧