ترصيع الأخبار وتنويع الآثار والبستان في غرائب البلدان¶ والمسالك الا جميع الممالك

============================================================

الخروج إليه، وانقبضوا عنه حتى نزلوا طلياطه، فاتبعهم ابن رسم ونزل عليهم يوم الثلاثاء لليلتين خلتا من رييع الأول ونصب عليهم المجانيق. وقدم عليهم 3 فى ذلك اليوم نصر الفتى بالمدد من قرطبة، وأنهض الناس لمحاربة المجوس من كل جهة . فناشبوهم القتال، وكادت هزيمة المسلمين تستحق، فترجل محمد بن رستم وترجل الناس معه ، وأدخل الرجال بين العدو والنهر الأعظم فحالوا ينهم 6 وبين المراكب. فانهزم المجوس، قتل منهم نحو من خمسمائة علج، وأصيت لهم أربعة مراكب بما فيها . فأمر ابن رستم باحراقيا وبيع ما فيها من الفىء .

وأقام فى معسكره ذلك . وأحجم الجوس عنه . وبقوا أياما بين طلياطة وقبطيل 9 لا يتمكن المسامون منهم حتى خرج المجوس من جهة النهر الذى بلى كبلة ، وأمعنوا فى الشرف، وأصابوا سبيا وأمتعة ثم أقلوا. وعرض فم المسلمون وعلى الخيل عبدوس بن متبل، وأمير الجيش الذى كان فى تلك الناحية عبد 12 الله بن كليب بن تعلية. وأحجم كل فريق مهم عن صاحبه، وانصرف كل عن حاميته ثم هبط المجوس إلى قنب قوريش فتزلوها وأخرجوا ما كان معهم من 10 السبى والغنيمة فوزعوا ذلك بيهم، فخمى المامون وتقحموا عليهم حتى قتلوا علجين من المجوس وأدخلوهم مراكبهم.

ثم دخل أعداء الله إلى قبطيل فصاروا بين أودية، فنزل عليهم المسلمون 18 من جنبى النهر ومنعوهم اليزول، فرفع الجوس مراكبهم وطرقوا شذونه، وأطعموا طعمة وسبيا . وأقاموا يومين. ثم هبطت للامام عبد الرحمن بن الحكم خمسة عشر مركبا بالمقاتلة والعدة فنزلوا إشبيلية . فلما أحس المجوس بها لحقوا 21 بلبله، وأغاروا وأسبوا. ونزلوا وادى وبروا فى جزيرة شلطيش؛ ثم لحقوا بأ كشنبه فنزلوا على وادى آنه. ثم مضوا إلى باجه، فنزلوا بموضع يقال له سعس؛ ثم نزلوا المعدن . وتنقلوا إلى مدينة الأشبونه وتحركوا منها وانقطع خبرهم .

صفحة ١١٥