ترصيع الأخبار وتنويع الآثار والبستان في غرائب البلدان¶ والمسالك الا جميع الممالك
تصانيف
============================================================
ثلاثة أيام : وأصبحخوا غداة: الاثنين فى قرية قوره، وقد نصب الناس لهم الحرب والسلاح في حصنها. وهى من مدينة اشبيلية على اثنى عشر ميلا: والتقوا ، وانهزم المسلمون غداة الاثنين لاثنى عشرة ليلة خلت من الحرم ، فقتل من المسلمين عدد كثير. وأقاموا فى قوره بقية يومهم؛ ثم دخلوا إلى طلياطة يوم الثلاثاء، وهى من مدينة إشبيلية على عشرين ميلا، فنزلوها ليلا وظهروا بالغداة تحت المدينة بموضع يقال له الفخارين فتداعى الناس إليهم وناشبوهم القتال. ثم مضوا بمراكبهم حتى نزلوا جوفا من مدينة إشبيلية، فتراموا عن المراكب، واعتركوا مع المسلمين معركة شديدة . فانهزم المسامون غداة الأربعاء لأربع عشرة ليلة خلت من المحرم ، وفى أول يوم من اكتوبر؛ فكان فى المسلمين من القتل والسبى ما لا يوصف، ولم يرفعوا السيف عن كل ذى روح ظفروا به، من الرجال والنساء والصبيان، والدواب والأنعام والطيور، وكل ما تناولته سيوفهم وسهامهم . فدخلوا حاضرة إشبيلية فأقاموا بها بقية يوميم وليلهم. ثم عادوا إلى مراكبهم غداة الخيس.
ونزل قواد الإمام عبد الرحمن بن الحكم بشرق إشبيلية فى موضع يقال له مشدوم . وهم : عبد الله بن المنذر وعيسى بن شهيد والإسكندرانى وعبد الرحمن ابن كليب بن تعلبة . فاما أحس بهم أعداء الله تبادروا إليهم حتى كادوا أن يخالطوهم . فثبت المسلمون وقاتلوا وصبروا حتى قتل من المشركين نحو سبعين علجا، فهزموهم حتى أدخلوهم * فى مراكبهم. ثم نكل عنهم الملمون وأحجموا وتوقفوا.
فلما اتصل بالإمام عبد الرحمن فعل القواد قفلهم ، وأخرج محمد بن سعيد ابن رسم. فضى من فوره ذلك ، فيمن ضم إليه من الآجناد والجيش، حتى نزل حاضرة إشبيلية فخرج المجوس إليه وقاتلوه فى المدينة فدافعهم فيه يومهم ذلك . فلما كان الليل ولى ومن معه وخاف البيات ، فتنحى إلى گوزتش بقبلى المدينة ، وعلى أربعة أميال منها. ثم غاداهم بالقتال فلم يقدم المجوس على
صفحة ١١٤