============================================================
ويقول - رحمه الله تعالى - حاثا على التمسك بالكتاب والسنة والتزام نهج أتباع الرسول صلى الله عليه واله وسلم : كل حقيقة لا تشهد لها الشريعة فهي زندقة، طر إلى الحق عز وجل بجناحى الكتاب والسنة، ادخل عليه ويدك في يد الرسول صلى الله عليه واله وسلم، اجعله وزيرك ومعلمك، دع يده تزينك وتمشطك وتعرضك عليه(1).
كان - رحمه الله تعالى - يتكلم على الخواطر في مجلسه رغم أن مجلسه يضم سبعين ألفا، وقد كثر تواتر الروايات حول ذلك ، يقول الشيخ أبو بكر العماد - رحمه الله تعالى - كنت قرأت في أصول الدين ، فأوقع عندي شكا ، فقلت : حتى أمضي إلى مجلس الشيخ عبد القادر، فقد ذكر أنه يتكلم على الخواطر، فمضيت وهو يتكلم، فقال : اعتقادنا اعتقاد السلف الصالح والصحابة فقلت في نفسي : هذا قاله اتفاقا، فتكلم ثم التفت إلى ناحيتي، فأعاده، فقلت : الواعظ قد يلتفت ، فالتفت إلي ثالثة، وقال : يا أبا بكر، فأعاد القول، ثم قال : قم قد جاء أبوك . وكان غائبا، فقمت مبادرا، وإذا أبي قد جاء(2).
وفي ذلك يقول السفروردي : عزمت على الاشتغال بأصول الدين، فقلت في نفسي : أستشير الشيخ عبد القادر، فأتيته ، فقال قبل أن أنطق : يا غمر، ما هو من عدة القبر .يا عمر، ما هو من عدة القبر(2) .
كان - رحمه الله تعالى - في شبابه حينما يشتغل بالعلم ويطرقه الحال، يخرج إلى الصحاري ليلا أو نهارا، هائما على وجهه، حتى يسمعه العيارون(1)، فيفزعوا من (1) الفتح الربالي والفيض الرحماتي : للجيلاتي، المجلس الرابع والأربعون (2) سير أعلام البلاء : للذهبى، ج 448/40 .
(3) طبقات الحنابلة : لابن رجب الحنبلي، ج 296/1 - 297 .
(4) العيار : الشطار.
11
صفحة ٢١