ط لقالمله رق رشن براق بيهان ال كفى رخ انچوع عزقول اب
صفحة ١
============================================================
EMPTY PAGE?
صفحة ٢
============================================================
م ال التمرالحم 2 راله فى لانيا رلعظيمتة الطريق اى اته
صفحة ٣
============================================================
15-1 ]واااسم مه
م ل7 ارق اياند شخ الاللام ولطان الاوليب ألولحيعب القادر بن بي صالح عبد لله بن جنكي دوشرستا لجيلاني الشافعي الحنبلي رحه ألله تفاى (40- 561ه) ق فت نچوع ع قول ابل
صفحة ٤
============================================================
الكتاب الشانى الطبعة الثانية 1414-1994م الطبعة الارلى 1412 ه-1992م بيع الحقوق محفوظة يمنع طبع هذا الكتاب أو جزء منه بكل طرق الطبع والتصوير والنقل والترجمة وغيرها من الحقوق إلا بإذن خطي من: دار السنابل للطباعة والتوزيع والنشر بدمشق دار السنابل للطباعة والتوزيع والنشر: سورية وشق ص ب (38) - س: ت. (24292) -هاتف (2227559) تصيع الغلاف: الفتان محمد رضى بلال
صفحة ٥
============================================================
لاف (ء (فى لالزجل (العتالخ الزي عايشت (لكثرين غين دحما ننه فاح لأهرف هنه فير (الارين ال و (العمللرع ولم (نبحد من غير ل خمالوص ولالرتحاية.
(كى سفا ماكم للهى يار الري لأرفع هزا لا حد الثرو رابجيان لالله (ق ينبنى رضن لم ولاق يهباح خير وبى الالزرا چفنك نصوع عزقول
صفحة ٦
============================================================
بم الله الرحمرنا احى اه ا من الحمد لله رب العالمين، الذي جعل الإخلاص منار المتقين، وأسكنه القلوب الصادقة لتكون ينبوعا للخير العظيم، ومنهجا للسالكين، ليأخذ بأيديهم إلى الغاية المثلى والطريق القويم .
وأشهد أن لا إله إلا الله ، الواحد الأحد المعبود ، المنزه عن الوالد والمولود، القائل في محكم كتابه العظيم : ( فاذلرونى أذكرلم واشكروألى ولا تكفرون ) (سورة البقرة 152/2]: وأشهد أن سيدنا محمدا صلى الله عليه وآله وسلم ، النبي الأمى الأمين، ومنهاج الوصول لرب العالمين، وإمام المتقين السالكين، بسنته وهديه، وعلى اله الطيبين الطاهرين، وصحبه الكرام المهتدين: أما بعد : فهذه رسالة جليلة الشأن للشيخ عبد القادر الجحيلاني رحمه الله تعالى - في الطريق إلى الله تعالى، اشتملت على كل
صفحة ٧
============================================================
ما يتعلق بالسلوك القويم ، الذي يصل العبد برئه . وعلى آداب الخلوة ونتائجها.
الحتاب: التسخة الأولى: نسخة دار الكتب الظاهرية بعنوان (رسالة الأسماء العظيمة للطريقة إلى الله تعالى)، تقع في سبع ورقات، متوسط عدد الأسطر إحدى وعشرون سطرا، يتراوح عدد كلمات السطر بين الأربعة عشر سطرا والستة عشر سطرا، خطها نسخي مقروه: التسخة الثانية: نسخة المكتبة الوطنية بحلب بعنوان (الأسماء العظيمة)، تقع في أربع ورقات، خطها نسخي جميل، ناقصة الآخر: أما نسبة الكتاب فقد أشار المرحوم الأستاذ عمر كحالة إلى أن هذه الرسالة للمؤلف(1) .
(1) المستدرك على معجم المؤلفين، 401
صفحة ٨
============================================================
ى ق بشاب - اعتمدت نسخة دار الكتب الظاهرية أصلا، فنسختها، وقابلتها بالنسخة الثانية . فإن وجدت زيادة في النسخة الثانية أثبتها، ورمزت لها ب: [].
2 - أضفت ما كان مناسبا من العبارة ليستقيم المعنى، وميزته د:1).
3 ضبطت نص الرسالة ضبطا أرجو أن يكون صحيحا كما أراد المؤلف - رحمه الله تعالى.
خرجت الأيات الكريمة بذكر اسمم السورة وترتيبها في القران العظيم ورقم الآية.
5- خرجت الآحاديث النبوية الشريفة، وهي قليلة في الرسالة.
6- وضحت ما كان غامضا ومبهما بالشرح والتبيان.
هذا عملي الذي بذلته ، فإن كان صوابا فبتوفيق من الله تعالى، وإن قصرت بشيء فمن نفسي:
صفحة ٩
============================================================
EMPTY PAGE?
صفحة ١٠
============================================================
اه ترجمة التهيخ عب القاطو الجدلانلي اه ونسبه: الشيخ الامام الزاهد العارف القدوة، شيخ الاسلام، سلطان الاولياء، إمام الأصفياء، محيي الدين والسنة وميت البدعة، أبو محمد عبد القادر بن آبي صالح
عبد الله(1) بن جنكي دوست(1) بن يحيى بن محمد بن داود بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن(2) بن علي بن آبي طالب(4) .
الحيلي، الشافعى، الحنبلي ، شيخ بغداد .
وهو سبط آبي عبد الله الصومعى، ينسب إلى جيلان(5). والصومعى من كبار مشايخ جيلان، مشهور بالكرامات والاحوال (2).
أمه أم الخير آمة الجبار، فاطمة بنت أبي عبد الله الصومعي ، وهي آيضا ذات كرامات وآحوال (0).
(1) قال ابن رجب في الطبقات" هو : عبد القادر بن آلى صالح ين عبد الله - أي : بزيادة لفظ (ابن) وقال ابن الوردي في " تتمة المختصر في أخبار البشر" ، ج 107/2 هو : عبد القادر بن آبي صالح موسى جنكي دوست ، وقال الزركلى في الأعلام ، ج 47/4 هو عبد القادر بن عبد الله (2) قال الحلبى في "قلائد الجواهر" 3: هذا لفظ أعجمي ومعناه : يحب القتال . والله أعلم (3) قال ابن شاكر الكتبى في " فوات الوفيات " ، ج 373/2 : ينتهى نسبه إلى الحسين بن على بن ألمي طالب (4) " الطبقات": لابن رجب . جامع كرامات الأولياء : للنبهاني، ج 204/42.
(5) قال البغدادي في "المراصد4 ، ج 368/1 : جيلان : اسم لبلاد كثيرة من وراء بلاد طبرستان، وهي قرى كلها في مروج بين جبال وعلى ساحل بحر طبرستان.
(1) تتمة المختصر من أخبار البشر: لابن الوردي، ج 108/4 (7) قالت أمه: لما وضعت ابني عبد القادر كان لا يرضع تديه في نهار رمضان [قلائد الجواهر في مناتب عبد القادر : للحلبى، 3) 11
صفحة ١١
============================================================
مولده وموطنه وأوصافه: ولد الشيخ رحمه الله تعالى- بمنتصف شهر رمضان في سنة إحدى وسبعين وأربع مثة بجيلان(1) ، وبها أمضى فترة شبابه الأول إلى أن بلغ الثامنة عشرة سنة، فارتحل إلى بغداد، ودخلها سنة ثمان وثمانين وأربع مية (2)، واستمر فيها إلى نهاية حياته كان الشيخ رحمه الله تعالى - نحيف البدن، مربوع القامة، عريض الصدر، عريض اللحية، طويلها، أسمر اللون، مقرون الحاجبين، ذا صوت جهوري، وسمت(2) بهي، وقدر علي، وعلم وفي (2).
نشاته وطلبه العلم: رأت عيون الشيخ - رحمه الله تعالى - النور في بيئة معروفة بالعلم، ومؤيدة بالكرامات؛ فأبوه من كبار علماء جيلان، وأمه من غرفت بالكرامات ، وهي ابنة أبي عبد الله الصومعى العارف العابد الزاهد، فاستنشق الهواء من بيوت العلم والفقه والمعرفة والحقيقة علم - رحمه الله تعالى - أن طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة، فشمر عن ساعد الحد والتحصيل، وسارع في طلبه، قاصدا أعلام الهدى من علماء هذه الأمة ، فابتدأ حياته بقراءة القرآن العظيم حتى أتقنه . درسه على يد أبي الوفا على بن عقيل الحبلي، وأبي الخطاب محفوظ الكلواذاني الحبلي، وغيرهم كثير.
(1) سير أعلام البلاء : للذهبى، ج 439/20 .
(2) سير أعلام البلاء : للذهي ، ج 443/90 نقلأ عن ابن النجار في " تاريخه" (3) قال ابن منظور في اللسان" ، ج 46/2 : السمث: حسن الحديث، وحسن الجوار، وقلة الأذية واتباع الحق والهدى (4) مختصر طبقات الحناهلة لابن شطي، 41 12
صفحة ١٢
============================================================
وسمع الحديث التبوي الشريف على أيدي كثير من مشاهير عصره من الحفاظ ، كابي غالب محمد بن الحسن البلاقلاني، وغيره.
وتفقه على أيدي مشاهير عصره من العلماء الفقهاء، كأبي سعد المخرمي، الذي أخذ عنه الخرقة الشريفة وتعلم الأدب واللغة على يد أبي زكريا يحيى بن على التبريزي . وصاحب حماد الدباس وأخذ عنه علم الطريقة.
فألم بعلوم الشريعة والطريقة واللغة والأدب، حتى بلغ شأوا بعيدا، فكان إمام الحنابلة، وشيخهم في عصره، وأظهر الله تعالى الحكمة من قلبه على لسانه في مجالس الوعظ جلس للوعظ في شوال سنة إحدى وعشرين وخمس مية، في مدرسة آني سعد المخرمي، بباب الأزج في بغداد ، وذاع له صيث كبير في الزهد، فضاقت المدرسة بالناس، تما اضطره إلى توسعتها، حتى نقل مجلسه إلى خارج بغداد عند المصلى، فقد أصبح يحضر مجلسه عدد كبير من الناس قدر بسبعين ألفا.
وتتلمذ على يديه عدد كبير من الفقهاء والعلماء والمحدثين وأرباب الأحوال والمقامات(1): صنف مصنفات عديدة في الأصول والفروع، وفي أهل الأحوال والحقائق(2) ، نذكر منها: إغاثة العارفين وغاية منى الواصلين(2).
(1) مختصر طبقات الحنابلة : لابن شطي ، 41 (2) سير أعلام البلاء: للذهي: ج 444/20 .
() المستدرك على معجم المؤلفين : عمر كحالة، 401 -13
صفحة ١٣
============================================================
2 - أوراد الجحيلاني(1).
3 - آداب السلوك والتوصل إلى منازل الملوك (2) .
4 تحفة المتقين وسبيل العارفين (2).
5 جلاء الخاطر في الباطن والظاهر(4).
6- حزب الرجاء والانتهاء(6).
7- الحزب الكبير(1).
8- دعاء آوراد الفتحية (1).
9- دعاء البسملة(1) (1) 10 - الرسالة الغوثية (1).
1- رسالة في الأسماء العظيمة للطريق إلى الله (1).
1- الغنية لطالبى طريق الحق (2) .
1- الفتح الرباني والفيض الرحماتي (4).
12 1 فتوح الغيب (1).
1 الفيوضات الربانية (10).
16- معراج لطيف المعانى (11).
(1) المستدرك على معجم المؤلفين : عمر كحالة، 401 (1) معجم المؤلفين : عمر كحالة، ج 307/5.
(3) إيضاح المكنون : مير سليم، ج 257/1.
(4) معجم المؤلفين : عمر كحالة، ج 307/5.
(5) كشف الظنون : حاجى خليفة، ج 162/1 (1) كشف الظنون : حاجي حليفة، ج 879/1 (7) كشف الظتون : حاجي حليفة، ج 1211/2. وهو مطبوع قديا (8) معجم المؤلفين : عمر كحالة، ج 307/5. وهو مطبوع قديا .
(9) كشف الظنود : حاجي خليفة، ج1240/2 . وهو مظبوع قديما.
(1)هدية العارفين : إسماعيل بغدادي، ج 596/1 وهو مطبوع (11) كشف الظنون : حاجى خليفة، ج 1738/2.
1
صفحة ١٤
============================================================
17- يواقيت الحكم(1).
لعل هذه المصنفات هي الأشهر بين مصنفاته العديدة كان - رحمه الله تعالى - يتكلم في ثلاثة عشر علما . وكان يقرأ عليه بمدرسته في طرفي التهار دروس في التفسير، وعلوم الحديث، والمذهب، والخلاف، والأصول، والتحو . وكان يقرأ القرآن بالقراعات بعد الظهر.
أفتى - رحمه الله تعالى - على مذهب الامام الشافعى، ثم أفتى على مذهب الامام أحمد بن حنبل، وكانت فتاواه ثعرض على العلماء بالعراق، فتعجبهم أشد الإعجاب، فيقولون: سبحان من آتعم عليه شيرخه: أخذ رحمه الله تعالى - نور العلم عن كثير من العلماء الذين تعددت مذاهبهم، وتنوعت اختصاصاتهم العلمية، نذكر من آبرزهم: أ - في علم الحديث التبوي الشريف : 1- المحدث أبو محمد جعفر بن أحمد بن الحسن بن أحمد البغدادي، السراج، القارىء، الأديب (417 -500ه/(2).
2 - المحدث أبو غالب محتد بن الحسن بن أحمد بن الحسن بن خذاداذا الباقلاني [420 -500ه](2).
3 - الشيخ الصدوق أبو سعد محمد بن عبد الكريم بن نحشيش البغدادى (413- 502ه](4).
(1) كشف الظنون : حاجى خليفة، ج 2053/2.
(2) سير أعلام البلاء : للذهبي، ج 228/19 - ج 440/20.
(3) سير أعلام النبلاء : للذهبى، ج 235/19 - ج 20/.44 سير أعلام البلاء : للذهبى، ج 19/:24 - ج 440/20.
صفحة ١٥
============================================================
EMPTY PAGE?
صفحة ١٦
============================================================
3 - الامام شيخ الحنابلة أبو الخطاب محفوظ بن آحمد بن حسن بن حسن العراقي الكلواذاني (432 - 510ه](1).
ج - في علم الأدب واللغة: 1 - إمام اللغة أبو زكريا يحيى بن على بن محمد بن حسن بن بسطام الشيباني الخطيب التبريزي [421 - 502ه](2).
تلاميذه: سمع منه كثير من الخلق، إذ كان يحضر مجلسه اكثر من سبعين ألفأ، منهم من كان يلازمه ملازمة تامة، وهم كثر، نذكر من آشهرهم : 1- الزاهد العابد شيخ العراق أبو على الحسن بن مسلم بن ألي الجود الفارسي العراقي (404 - 594ه] . وقد أخذ عنه الفقه والقرآن(2).
2 - القدوة العارف أبوعبد الله محمد بن أبي المعالي بن قايد الأواني [ت .()[85 3 - قاضي الديار المصرية الامام الزاهد الآوحد أبو القاسم عبد الملك بن عيسى بن درباس بن فير بن جهم بن عبدوس الماراتي الكردي الشافعى [51-605ه](5.
4- الامام الحافظ الأثري أبو محمد عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سرور بن رافع بن حسن بن جعفر المقدسي الحبلى [541 - 600ها] وقد حدث عنه (6) (1) ختصر طبقات الحنابلة : لابن شطي، 35 - 36. والمنهج الأحمد في تراجم أصحاب الامام أحمد: للعليمي، ج 237/4.
(1) معجم الأدباء : لياقوت الحموى، ج25/20 28.
(3) سير أعلام البلاء : للذهبى، ج 301/21.
(4) الوافي بالوفيات : للصفدي، ج 352/4.
(5) التكملة لوفيات النقلة : للمنذري، ج 156/2 (2) سير أعلام البلاء : للذهبى، ج 443/21 471 .
-1
صفحة ١٧
============================================================
5- الشيخ الامام القدوة أبو محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة بن مقدام بن نصر المقدمي الحبلي (صاحب المغني) [541 - 620ه)(1). قال: أقمنا عنده في مدرسته شهرا وتسعة أيام ثم مات (2).
6 - الشيخ المسند أبو المعالي أحمد بن عبد الغني بن محمد بن حنيفة الباجشراني التانىء (489- 563ه](2).
7 القاضي أبو المحاسن عمر بن على بن الخضر القرشى 575525ه](14.
8 - الامام الحافظ التقة أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور بن محمد بن عبد الجبار التميمى السمعاني [506 - 562ه](5).
9 - الشيخ التقة أبو طالب عبد اللطيف بن محمد بن على بن حمزة بن فارس بن القبيطى الحراتى [554- 641ه)().
1- الشيخ العدل أبو العباس أحمد بن المفرج بن على بن عبد العزيز بن مسلمة الدمشقي [555-650ه (2).
آشهر علماء عصره: يتسم القرن الخامس في تاريخ الاسلام بسعة في العلم، وتقدم في الآداب، قد نبغ فيه علماء كبار ومؤلفون بارعون قد كان من رجال اخر هذا القرن العلامة (أبو إسحاق الشيرازي)، و(حجة الإسلام الغزالي)، و(أبو الوفاء ابن عقيل)، (1) فوات الوفيات : لابن شاكر الكتبى، ج 295/2 296.
(2) العير في خبر من غبر : للذهبي، ج/36 .
(2) المتتظم في تاريخ الملوك والأمم : لابن الجوزي، ج: 223/1 .
(4) الكامل في التاريخ : لابن الأثير، ج 461/11 .
(5) المتتظم في تاريخ الملوك والأمم : لابن الجوزت، ج 224/10 - 225 (1) سير أعلام التبلاء : للذهبي، ج 87/23.
(7) سير أعلام البلاء : للذهي، ج 281/23- 282 18
صفحة ١٨
============================================================
و(عبد القاهر الجرجاني)، و(أبو زكريا التبريزي)، و(أبو القامم الحريري)، و( جار الله الزمخشري)، و(القاضي عياض المالكى)، الذين ظلوا قرونا مسيطرين على العقول والاتجاهات، وكانوا مدارس أدبية علمية، لم يكن لأحد في هذا العهد الزاخر بالحياة العلمية ونوابغ الفن كالقرن الخامس والسادس، وفي بلد زاخر بالمدارس وحلقات الدروس كبغداد، أن يؤثر في مجتمعه الذي قطع شوطا واسعا في العلم ، وانتشرت التقافة في طبقاته انتشارا كبيرا، ولم يكن له أن يلفت إليه الأنظار، وينفذ إلى أعماق النفوس والقلوب، وتخضع له الطبقات المثقفة وحملة لواء العلم في عصره، إلا إذا كان عالي الكعب طويل الباع في العلوم السائدة، متضلعا من علوم الدين والدنيا، قد أقر له معاصروه بالفضل، وشهد له علماء بلده بغزارة العلم وسعة المعارف(1).
ناقيه: للشيخ عبد القادر- رحمه الله تعالى صفات حميدة، وماثر كثيرة، فقد اشتهر بالأحوال والكرامات حتى تواترت عنه .
قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام : ما ثقلت إلينا كرامات أحد بالتواتر إلا الشيخ عبد القادر(2) . وكذا قاله شيخ الاسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - (2).
دان جميع العلماء والأولياء في عصره للشيخ؛ ففي الفقه بز أقرانه العلماء، وخضعت له رقاب الآولياء، كما اشتهر عنه قوله : (قدمي هذه على رقبة كل ولي لله) . وقد اعترفت له سائر العلماء وسائر الأولياء بذلك، وبايعوه بالسلطنة عليهم، فأضحى سلطان الأولياء: ولما اشتهر أمره اجتمع عليه مية فقيه من أعيان فقهاء بغداء وأذكيائهم، على أن (1) رجال الفكر والدعوة : محمد أبو الحسن الندوي (2) شذرات الذهب في أخبار من ذهب : لابن العماد الحنبلي ، ج 200/4 (3) تتمة المختصر في أخبار البشر : لابن الوردي، ج 111/4 19
صفحة ١٩
============================================================
يساله كل واحد منهم مسألة واحدة في فن من العلوم غير مسألة صاحبه، ليقطعوه بها، وأتوا مجلس وعظه. فلما استقر بهم الجلوس، أطرق الشيخ - رحمه الله تعالى ب فظهرت من صدره بارقة من نور لا يراها إلا من شاء الله تعالى، ومرت على صدور المئة، ولا تمر على أحد منهم إلا بهت واضطرب، ثم صاحوا صيحة واحدة، ومزقوا ثيابهم، وكشفوا رؤوسهم، وصعدوا إليه فوق الكري، ووضعوا روؤسهم على رجليه، وضج أهل المجلس ضجة واحدة، خال الناس منها أن بغداد قد زلزلت ، فجعل الشيخ يضم إلى صدره واحدا بعد الآخر، حتى أتى إلى آخرهم، ثم قال لآحدهم : أما أنت فمسألتك كذا، وجوابها كذا، وهكذا إلى أن أتم المعة، فلما انفض المجلس سألهم مفرج بن نبهان ما شأنكم ؟ قالوا : إنا لما جلسنا فقدنا جميع ما نعرفه من العلم، حتى كانه لم يمر بنا قط، فلما ضمنا إلى صدره رجع إلى كل منا ما ثزع من العلم(1) .
لم ينخدع الشيخ - رحمه الله تعالى - بالمقامات التي أصبح يراها . بل عرف أن علم الحقيقة إنما هو موافقة لرسوم الشريعة مع علم المعرفة، وأى مخالفة لعلم الشريعة يعني ولوج الشيطان في السلوك، ولو كان وليا . يقول الشيخ - رحمه الله تعالى =: خرجت في بعض سياحاتي إلى البرية، ومكثت أياما لا أجد ماء، فاشتد بي العطش، فأظلتني سحابة ونزل علي منها شيء يشبه الندى، فرويت، ثم رأيت نورا أضاء به الأفق، وبدت لي صورة، ونوديت يا عبد القادر: أنا ربك ! وقد أحللت لك المحرمات، أو قال: ما حرمت على غيرك، فقلت : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، اخسأ يا لعين، فإذا ذلك التور ظلام، وتلك الصورة دخان، ثم خاطبني وقال : يا عبد القادر، نجوت مني بعلمك بحكم ربك، وقوتك في أحوال منازلاتك، ولقد أضللت بهذه الواقعة سبعين من أهل الطريق، فقلت : لربي الفضل والمنة. قال : فقيل له : كيف علمت أنه شيطان 9 قال : يقول : حللت لك المحرمات (2).
(1) قلائد الجواهر في مناقب عبد القادر: للحلبى، 33.
(2) شذرات الذهب في آخبار من ذهب : لابن العماد الحبلي، ج200/4.
29
صفحة ٢٠