طريق الهداية مبادئ ومقدمات علم التوحيد عند أهل السنة والجماعة
الناشر
حقوق الطبع محفوظة للمؤلف
رقم الإصدار
الثانية ١٤٢٧هـ
سنة النشر
٢٠٠٦م
تصانيف
قال الإمام أحمد ﵀: "وفقه هذا الحديث أن الجهاد مع كل إمام إلى يوم القيامة"١.
ومما ورد في حمل أهل السنة لراية الجهاد إلى يوم القيامة ما رواه جابر بن سمرة ﵁، عن النبي ﷺ قال: "لن يبرح هذا الدين قائما، يقاتل عليه عصابة من المسلمين، حتى تقوم الساعة" ٢.
وعن جابر بن عبد الله ﵁، قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: "لا تزال طائفة من أمتي، يقاتلون على الحق، ظاهرين إلى يوم القيامة" ٣.
وعن عمران بن حصين ﵁، قال: قال رسول الله ﷺ: "لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق، ظاهرين على من ناوأهم، حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال" ٤.
فهذه الروايات -وغيرها- تبين أن الطائفة المنصورة أهل السنة والجماعة لا تقف عند حد جهاد الكلمة، ببيان الحق، والدعوة إليه بالحسنى، أو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بل من خصائصها أيضا القيام بواجب الجهاد في سبيل الله، وقتال أعداء الله من الكفار والمنافقين وغيرهم، وهم في جهاد مستمر مع أعداء الدين لا ينقطع بحال من الأحوال إلى يوم القيامة، حتى يقاتلوا المسيح الدجال.
وإذا كان هذا حالها، فإنها تنتقل من معركة إلى معركة، ومن ميدان إلى ميدان، تدال على أعدائها فتشكر، ويدالون عليها فتصبر، ولا يخطر ببالها اعتزال الميدان أو ترك الجهاد.
_________
١ سنن الترمذي "٤/ ٢٠٢".
٢ رواه مسلم "١٩٢٢".
٣ سبق تخريجه.
٤ رواه أحمد "١٩٤١٩"، وأبو داود "٢٤٨٤"، ورواه الحاكم "٢٣٩٢" من حديث عمران بن حصين ﵁، وصححه الحاكم، والشيخ الألباني في صحيح الجامع "٧٢٩٤".
1 / 77