<div dir="rtl" id="book-container">
وإذا لم يحفظه فما عليه؟ وما يلزم طلب علوم وفنون آخر؟ وهل بلغه أن قواعد الإسلام الخمس تطالبه بإحكامها عند بلوغه طلبا جازما وإلا فهو مسؤول مثلما تطالبه الحكومة بالعسكرية لخدمة وطنه والدفاع عنه ولا يبقى مهملا وكذلك الشريعة الإيلامية تطالبه وأنه مكلف أيضا للعمل طبق الأحكام الخمسة: - الفرض - الندب - الكراهة - الحرام - الإباحة.
ثم إن المفهوم والملكات والمواهب الإلهية تختلف باختلاف أصناف الناس فمنهم حافظ فيتمادى في الحفظ ومنهم فاهم فيتمادى في الفهم ومنهم كاتب فيتمادى في الكتابة ومنهم حاسب فيتعاطى الحساب ومنهم نحوي ومنهم فقيه ومنهم محدث ومنهم .. ومنهم. فيجب إذن أن يصرف كل ذي ملكة إلى ملكته وكل ذي فن إلى فنه ولو لم نبتل بسوء الإدارة والغفلة البالغة حتى البلاهة. نعم إن المؤسس لم يسعه الحال لهذا التصرف إذ ليس من اللازم أن يكون الشيء كاملا في ابتدائه وهذا ليس من طبيعة البشر والارتقاء وسنن الكون إنما هو أمر الله تعالى الذي يقول لشيء كن فيكون وأما أمور العباد وسائر المخلوقات فعلى سنة التدريج وكذا لفهم عمل المؤسسين في الزوايا ثم ما يمنعنا نحن بعدهم أن نرفع القواعد والبنيان الذي ابتدأوه وما يمنعنا أن نؤسس نقابة ومديرية ومفتشية ويجعلوا التعليم أقساما ويعينوا فنونا تدرس حسب أسنان الطلبة والأهلية التي فيهم والاستعداد الفطري في كل واحد منهم ويحددوا مدة للخروج من المدرسة - الزاوية - أم هم مستغنون عن وجود العلماء وتخريجهم من زوايا بلاهم بلادهم ولا حاجة لهم إلى فقهاء ومحدثين ونحاة ومتكلمين وبيانيين ومنطقيين وكتاب ومنشئين وحملة أقلام وجغرافيين
صفحة ١٣٧