<div dir="rtl" id="book-container">
ومؤرخين وسواس واقتصاديين وإداريين وفنيين ومهندسين وصناع وتجار ومزارعين وكيمياويين إلى غير ذلك مما هو من لوازم المدارس والزوايا وإلا فما معناها؟
الإصلاح والأخذ بالجديد ضروري وطبيعي في حياة الإنسان تتجدد لوازمه تجدد الأيام، وتحدث له أساب بحدوث العوام، مثل إن يغسل الإنسان وجهه كل يوم ويقلم ظفره كل جمعة وكذلك يحلق شعره وينصف عمله ويصلح شأنه ويذبح شاة الأضحية كل عام وهلم جرا. وإن الزوايا مدارس ومساجد كما قدمنا تخرج منها رجال قراءة وعلماء وأئمة مرشدين ومصلحون كما أشرنا غير ما مرة وعلى الخصوص العظماء من العلماء كما سبق فإن لنا بهم فخرا وهداية ونقول أنهم أوائلنا وأبائنا تركوا لنا ذكرا جميلا، ومقاما جليلا، ومن يأتي في المستقبل (
......
) * فلا يجمل بنا أن يسجل علينا التاريخ بأنا حد مانع وحجز حاجز بين الأوائل والأواخر وأننا أضعنا ميراث من قبلنا وأهملناه وأنه لمن السفه في التصرف ولمن القصور والسقوط وخلاف المرجو والمنتظر فلا يجدر بنا أن نكون أفراد من يتمثلون بقول المعري:
وإني وإن كنت الأخير في زمانه ... لآت بما لم تستطعه الأوائل
والخل أن ذلك جائز شرعا وعقلا ولا يكون هذا إلا بالإصلاح اللازم والسير مع السائرين حذو النعل النعل كمن في القافلة وإلا فنحن منقطعون مضمحلون ونجد الخاص والعام منا لاهجا بهذا التخلف والاضمحلال منذرا بالفناء فعلام ذا القنوط المنهي عنه؟ نحن مكلفون، مسؤولون، إما مأجورون
صفحة ١٣٨