وهي طويلة ، ولما دخلت سنة 295 بلغهم قدوم المسود (2) إلى صعدة فكاتبوه يستنهضونه فحثهم على الفتك بالعامل ان كانوا صادقين ، فزاد طمعهم وهم كما ترى من أحوالهم يهطعون إلى كل بارقة تلوح ، ويفترون بكل سانحة تمر ، ويصيحون لكل صيحة ، ويهبون مع كل ناعق ، دائمو الانتقاض والخروج والثوران والتمرد ، لا سيما بني الحرث مهد الفتنة ومربع العصيان ، فصار ابن حميد يستطيل على عامل الإمام ، وتبدو منه بوادر الشر ، فكتب أبو جعفر محمد بن عبيد الله إلى الإمام وسأله ان يسبق القوم الى البلد ، قبل فوات الوقت ، وذيل الكتاب بهذين البيتين (3):
ارى خلل الرماد وميض نار
ويوشك ان يكون لها اضطرام
وارسل بالكتاب ولده علي بن محمد (4)، فلما وصل إلى الإمام وعرف الواقع بادر بالنجدة ، وتحرك على رأس قوة كبيرة من خيل ورجال ، ولما وصل الحضن تلقاه ابن بسطام معتذرا عن بني الحرث ، فلم يقبل منه الإمام قبل ان يتفق بعامله ويستفصل منه الواقع وبادر إلى قرية الهجر مقر العامل
صفحة ١٣٥