طيشهم والتقلب) فسرعان ما رجعوا إلى ما ألفوا فحرس العامل غفلته منهم ولم يطابق بين جفونه ، وأمعن في تتبع عوار أتباع الغي منهم حتى استقامت قناتهم وسكنت دهماؤهم ، وبينما هم كذلك إذ وردت أوامر الإمام قاضية بسحب الجنود من نجران وارسالها مددا لعبد الله بن الخطاب الحكمي ابن عم الغطريف الحكمي إلى تهامة ، فخرج محمد بن عبد الملك الوادعي إلى الامام وراجعه في اطلاق الياميين الذين استاقهم الامام من نجران وحبسهم بصعدة فأطلقهم بعد أن حملهم للوادعيين سبع عشرة دية ، عدد قتلاهم ، ولما وصلوا الى نجران طمع ابن بسطام في تخلية ابن الربيع فسار إلى الامام وسأله ذلك فكره الإمام إطلاقه ومراد ابن بسطام من إطلاق ابن الربيع التحزب للفساد ، فلما أيس من إطلاقه ، راجع في القرامطة فاطلقهم الإمام ثم خرج محمد بن الهيثم ، وأحمد بن الأربد وكانا في الظاهر مع الإمام وطلبا منه إطلاق موسى الدهف العمري ، والحماسيين فأطلقهم وصاروا كلهم في وادي نجران وازدادوا حيفا على السلطان ، ولم يشكروا ما صنع لهم من الاحسان.
إذا انت اكرمت الكريم ملكته
وان أنت اكرمت اللئيم تمردا
ولما كان شهر الحجة قدم الحاج من مكة وأخبر أن المسود واصل من مكة الى صعدة فأجمع امرهم على الفتك بعامل الإمام. وبلغ ذلك العامل ، فكتب إلى الإمام باضطراب البلد وما أجمعت عليه الأشرار وذيل الكتاب بقصيدة أولها (1):
لاح المشيب بمفرقي وبراسي
وبعارضي فعاد كالقرطاس
صفحة ١٣٤