ثم تنازلت واسط عن عظمتها، وانقلبت من كونها مدينة الى قرية تقع في الجانب الغربي من واسط الثانية وتبعد عنها قليلا، وهي واسط الثالثة التي كانت على صدر الغرّاف أو فوهته الأولى التي كانت تأخذ من دجلة واسط يوم كانت دجلة تستقيم من هناك. والغرّافيون يسمّون ذلك الصدر أو ذلك المجرى ب «الشطّ الأعمى»، لأنه لما تحوّلت دجلة، تحوّلت فوهة الغراف وصارت تأخذ مما يقابل كوت الامارة. فعمي ذلك الصدر.
وقد بقيت واسط الثالثة الى أواخر القرن الثالث عشر للهجرة، ثم بادت، ونشأت مدينة الحي «٥٧»، وهي حي واسط أي حيّ العشارين الذين كانت حكومة واسط تقيمهم على مفترق الأنهر المتفرعة من دجلة تحت واسط «٥٨» .
أما بقايا واسط الحجاج، فهي اليوم تلول وأخربة، تقع في بلقع من الأرض، على ٣٦ ميلا شمال شرقي الشطرة. وأبرز آثارها الشاخصة، باب، والى جانبه منارة سقط برجها.
وقد عنيت مديرية الآثار العامة، بأطلال واسط. فأجرت فيها تنقيبات بين سنة ١٩٣٦ و١٩٤٢ «٥٩»، ثم صانت بعض أطلالها سنة ١٩٤٦- ١٩٦٥ «٦٠» .
1 / 27