أسلم بن سهل بن أسلم بن زياد بن حبيب الرزّاز، أبو الحسن المعروف ببحشل الواسطي
مؤرخ ومحدث وكاتب. كان من أهالي واسط ومنسوب إلى محلة الرزّازين، المحلة السفلى بواسط، ومسجده وداره هناك.
وكان ممن ضرب بسهم وافر في علم الحديث، حتى عدّه المؤرخون محدّث واسط في عصره، وكان من كبار الحفّاظ الثقات، إمامًا، ثبتًا، صدوقًا. وكان لا مزيد عليه في الحفظ والإتقان.
سمع أسلم من أبيه، كما سمع من جدّه لأمّه: وهب بن بقية، ومن عمّ أبيه سعيد بن زياد، ومن محمد بن أبي نعيم، وسليمان بن أحمد الشامي، ومحمد بن خالد الطحان، ومحمد بن الصباح الجرجرائي، ومحمد بن أبان الواسطي، وطبقتهم ممّن كان موجودًا بعد الثلاثين ومائتين.
وحدّث عنه: أبو بكر محمد بن عثمان بن سمعان المعدّل، ومحمد بن عبد الله بن يوسف، وإبراهيم بن يعقوب الهمداني، وعلي بن حميد البزّاز، ومحمد بن جعفر بن الليث الواسطي، وأبو القاسم الطبراني، وآخرون.
لم نجد بين المؤرخين الذين تطرّقوا لذكر أسلم، من أشار إلى سنة ولادته.
أما سنة وفاته، فقد اختلفوا فيها بعض الاختلاف. فذكر ياقوت الحموي أنه «مات في سنة ٢٨٨ قبلها أو بعدها بقليل»، ولكنّ الذهبي عيّن سنة وفاته بالذات، فقال أنه «توفي سنة اثنتين وتسعين ومائتين» .
صفحة غير معروفة
مقدمة المحقق
- ١- تمهيد
كان مما اتّخذه المجمع العلمي العراقي من قرارات، العمل على «إحياء» طائفة من المؤلفات العربية القديمة. بالتحقيق والنشر. وقد تفضّل، فعهد الي بتحقيق واحد منها، وهو كتاب «تاريخ واسط»، تأليف أسلم بن سهل الرزّاز الواسطي المعروف ببحشل، المتوفّى سنة ٢٩٢ هـ (٩٠٥ م) .
ولم يكن «تاريخ واسط» هذا من المؤلفات الجديدة عليّ. فان لي به صحبة قديمة ترجع الى سنين طويلة. ذلك انني كنت وقفت في سنة ١٩٣٨ على نسخة منه منقولة عن نسخة قديمة فريدة، فقرأتها ونشرت عنها بحثا «١» مستفيضا قبل نحو من ثلاثين عاما، تضمّن تعريفا حسنا بالكتاب وبمؤلفه، واشتمل على «نصوص» مختارة من هذا السفر، كانت في واقع الأمر، أول مادة تنشر من هذا الكتاب.
ويسرّني اليوم، أن أضع بين أيدي القرّاء، متن هذا الكتاب، على النحو الذي انتهى الينا في نسخته الخطية الفريدة التي سلمت من غوائل الدهر.
ولا شك في انّ هذا المؤلّف، وهو أقدم كتاب يوضع في تاريخ مدينة
1 / 5
واسط، سيكون مرجعا للمؤرّخ والبلداني بوجه عام، وللمحدّث بوجه خاص. وذلك للعناية القصوى التي صرفها مؤلفه في ذكر أشهر محدّثي مدينة واسط الذين نشأوا فيها، أو الذين قدموا اليها، حتى أواخر القرن الثالث للهجرة، وما كان لكل منهم من علم برواية الحديث.
ولا يسعني في هذا المقام، إلا أن أتقدم ببالغ الشكر الى المجمع العلمي العراقي، لتفضّله بالمساعدة على نشر هذا الكتاب.
والله ولي التوفيق.
كوركيس عواد
1 / 6
- ٢- مخطوطة الكتاب
لهذا الكتاب، نسخة قديمة فريدة في الخزانة التيمورية بدار الكتب في القاهرة (رقم ١٤٨٣ تاريخ) . سقط شيء يسير من أولها ومن أثنائها:
فهي تنقص ورقة أو ورقتين من مقدمة الكتاب. كما منيت بثلاثة اسقاط اخرى مجهولة المقدار، يقع أولها عند الصفحة ٨، وثانيها عند الصفحة ١١، وثالثها عند الصفحة ٤٥، وقد مسّت الرطوبة أطرافها، فحالت كتابة المخطوطة وتشوّهت في بعض المواضع، وأضحت قراءتها عسيرة لا تخلو أن تكون مغلقة في بعض الأحيان.
وقوام هذه المخطوطة ٩٨ ورقة، في كل صفحة من صفحاتها ٢١ سطرا. وخطها معتاد. ولم تسلم سياقة أوراقها- على ما انتهت الينا-، من تشوّش واضطراب. فحصل فيها تقديم وتأخير. ثم جلّدت بهذا الوجه المشوّش المضطرب ورقّمت أوراقها ترقيما حديثا على نحو ما جلّدت به، مما حال بيننا وبين إثبات أرقام صفحات هذه النسخة في تضاعيف النصّ الذي ننشره اليوم.
كان الفراغ من كتابة هذه المخطوطة، في يوم الأحد ١٨ شهر ربيع الأول سنة ٦٢٩ هـ (١٣ كانون الثاني ١٢٣٢) . وفي الصفحات الخمس من آخرها، سماعات وقراءات للكتاب، فيها ذكر لأشخاص عديدين كان لهم حظّ سماع هذا الكتاب او قراءته.
1 / 7
لقد كان اعتمادنا في تحقيق الكتاب، على ما يأتي:
١- نسخة مصوّرة بالفوتستات عن هذه النسخة التيمورية، محفوظة في شعبة المخطوطات من مكتبة المتحف العراقي ببغداد، برقم ٤٦٢ «١» . وقد كانت فيما سبق من مقتنيات خزانة كتب الأب أنستاس ماري الكركملي ببغداد، أم أهديت الى المتحف «٢» .
٢- نسخة منقولة عن النسخة التيمورية. كتبها بخط نسخيّ واضح، حسن زيدان طلبة، النسّاخ في دار الكتب المصرية «٣» . وهي الآن في مكتبة المتحف العراقي، برقم (٦ مخطوطات) «٤» . وقد فرغ ناسخها من كتابتها عن النسخة المتقدّم وصفها، في يوم الخميس ١٢ جمادى الآخرة سنة ١٣٥٦ هـ (١٩ آب ١٩٣٧) . وقد رمزنا الى هذه النسخة في حواشينا، بحرف «ح» وهو الحرف الأول من «حسن» اسم ناسخها المذكور.
ونودّ أن نقول إننا انتفعنا كثيرا بهذه النسخة، لا سيما حين وجدنا بعض المواطن في النسخة المصوّرة واهية لم نظهر بجلاء. هذا الى كون الناسخ قد عني عناية فائقة بتقويم الخلل الحاصل في تسلسل أوراق الكتاب، على ما
1 / 8
سبقت الاشارة اليه. ولكننا، مع ذلك، عثرنا في تضاعيفها على كلمات وجمل كثيرة سها الناسخ عن كتابتها، أو قرأها على غير ما ينبغي ان تقرأ به.
تتألف هذه النسخة من ٢٦٥ صفحة، في كلّ منها ٢١ سطرا. وقد كتبت العناوين فيها ورؤوس الفقرات بالحمرة.
وقد اتّخذنا ترقيم صفحاتها أساسا لنا في الأرقام التي أثبتناها بين عضادتين [] في طبعتنا للكتاب، وذلك لتعذّر إثبات صفحات النسخة الأصلية، على ما أسلفنا.
- ٣- صفة الكتاب
تناول المؤلف في كتابه هذا:
١- نبذة في بناء مدينة واسط، وذكر خططها، وشيء من أخبارها.
٢- ذكر أسماء من اشتهر من أبنائها في القرنين الثاني والثالث للهجرة.
وقد تخلل ذلك إشارات الى أسماء بعض المواضع والقرى الواسطية.
ولم يكن من نهج المؤلف، حين ذكر الأشخاص الواسطيين، ان يورد تراجمهم أو يدوّن أخبارهم على نحو ما هو مألوف في كتب التراجم والسير.
وانما اقتصر على ذكر رواة الحديث من أهل واسط، أو ممن طرأ عليها.
فأورد في الغالب بعض ما روى كل منهم من أحاديث نبوية.
وعلى ذلك فهذا الكتاب، هو الى علم الحديث أقرب منه الى علم التاريخ. ولو انّ المؤلف أسمى كتابه «تاريخ محدّثي واسط»، أو «كتاب المحدّثين من رجال واسط» لطابق هذا العنوان فحوى الكتاب.
1 / 9
وفي وسعنا القول، إنّ «تاريخ واسط»، الى فائدته التاريخية، يضيف الى كتب الحديث ورجاله مرجعا جديدا ذا أهمية بالغة.
ولا نعدم أن نجد بين المؤلفين القدامى للتصانيف التاريخية، من جرى في وضع كتابه على غرار ما صنعه مؤلف هذا الكتاب:
فكتاب «تاريخ الرّقّة» للقشيري، و«تاريخ داريّا» للخولاني، و«فضائل الشام ودمشق» للربعي، و«تاريخ بغداد مدينة السلام»، للخطيب البغدادي، و«تاريخ مدينة دمشق» لابن عساكر، قريبة الشبه بما رمى اليه مؤلف تاريخ واسط من كتابه، على بعد الشقّة بينهم في الزمن، وتفاوت الغرض.
وعلى هذا، فانّ أول من بدأ التأليف في تواريخ البلدان، المحدّثون، إذ كان ذلك حاجة من حاجات علمهم «٥» .
وقد يصحّ القول، انّ التواريخ المحلية، أعني التواريخ التي أفردت للمدن، جرى مؤلفوها على نمط واحد خاص بها. فهي تتكون من «مقدمة طبغرافية، يتلوها تعداد للشخصيات التي ولدت، أو عاشت، أو كان لها اتصال ما بذلك المكان. وكانت هذه الشخصيات في البداية مقتصرة على علماء الدين.. وهذا النوع من التاريخ المحلّي، نشأ عن الحاجة الى زيادة الحيطة من اختلاف الأحاديث المكذوبة، بتقرير مواطن الرواة. وأقدم ما وصلنا من هذا النوع، هو تاريخ واسط الذي ألّفه بحشل في أواخر القرن التاسع للميلاد» «٦» .
وأول جيل تناولهم بحشل في تاريخه، هم من جاء واسطا من صحابة الرسول، ممن خدمه ورآه ونقل حديثه وسمع كلامه «٧» .
1 / 10
وقد دوّن بحشل عن كلّ مترجم، أخبارا مقتضبة جدا، «تقتصر عموما على ذكر الراوية، وأحاديثه، ومن روى عنه وحديثهم، ورواية المنسوب الى ذلك الراوي للتعريف بمركز كل شخصية في العلم ودرجة توثيقه» «٨» .
- ٤- الكتب المؤلفة قديما في تاريخ واسط
نظرا الى ما كان لمدينة واسط من شأن عظيم في تاريخ العراق، فقد استرعت اهتمام غير واحد من المؤلفين القدامى، فأفردوا لتاريخها مؤلفات خاصة بها، وقفنا على ذكرها في ما بيدنا من مراجع موثوق بها. انّ تلك التواريخ الواسطية، هي:
١- تاريخ واسط «٩»: لأسلم بن سهل الرزاز الواسطيّ، المتوفى سنة ٢٩٢ هـ (٩٠٥ م) . وهو هذا الكتاب الذي ننشره اليوم ونضعه في أيدي القراء.
يعدّ هذا السفر أقدم تاريخ وضع لمدينة واسط، بل انه من أقدم التصانيف الموضوعة في تواريخ المدن الاسلامية. وفي تضاعيف مقدمتنا لهذا الكتاب، ترجمة مؤلفه من التعريف بالكتاب نفسه.
٢- الذيل على تاريخ واسط «١٠»: لابي الحسن علي بن محمد بن محمد بن
1 / 11
الطيّب الجلّابي، المعروف بابن المغازلي، المؤرخ، المتوفى سنة ٤٨٣ هـ (١٠٩٠ م) . جعله ذيلا على تاريخ واسط لبحشل. وقد فقد.
قال السمعاني فيه: «من أهل واسط العراق. كان فاضلا عارفا برجالات واسط وحديثهم. وكان حريصا على سماع الحديث وطلبه. رأيت له ذيل التاريخ لواسط وطالعته وانتخبت منه» «١١» .
٣- محاسن أهل واسط والبصرة: تأليف عماد الدين الاصبهاني الكاتب، المتوفى سنة ٥٩٧ هـ (١٢٠١ م) . وهو باب واسع من أبواب موسوعته «خريدة القصر وجريدة العصر» . هذا القسم الواسطي من الكتاب لم يطبع. ومنه نسخة خطية في خزانة جامعة ليدن «١٢»، برقم ١١٢٥. وهو يقع من المخطوط بين الورقة ١٣٣٣ ب- ١٧٩ ب. وقد آثرنا سلكه في هذا الصنف من المؤلفات، لأنه لو أفرد وطبع، لقام منه كتيب في نحو من مائة صفحة.
٤- تاريخ واسط «١٣»: لأبي عبد الله محمد بن سعيد بن يحيى بن علي بن حجاج الدبيثي «١٤» الواسطي «١٥»، الحافظ المؤرخ، المتوفى سنة
1 / 12
٦٣٧ هـ (١٢٣٩ م) . ولا نعلم لهذا الكتاب نسخة ما، فهو اليوم في عداد المفقودات. وقد قال فيه بعض المؤرخين إنه «تاريخ كبير» «١٦» .
٥- تاريخ واسط «١٧»: للسيد جعفر بن محمد بن الحسن المعروف بالجعفري «١٨» . وقد ضاع كسابقه.
٦- تاريخ واسط: لكريم بن اسماعيل بن حبيب كاشف الغطاء المولود سنة ١٣٥٥ هـ. ذكره محمد الهادي الاميني في معجم «رجال الفكر والأدب في النجف خلال الف عام» (ص ٣٦٨- الرقم ١٥٣٧) .
٧- عجائب واسط: لابن المهذّب. ذكره الزركلي «١٩» في أثناء ترجمة السيد أحمد الرفاعي. ولم نقف على خبر نسخة منه.
- ٥- الدراسات والمباحث المنشورة عن مدينة واسط
حظيت مدينة واسط، بقسط واف من عناية المؤرخين والبلدانيين والآثاريين فكتبوا الفصول والنبذ للتعريف بهذه المدينة الاسلامية التي يرقى زمن تأسيسها الى القرن الأول للهجرة، ولوصف خططها والقرى المحيطة بها، ولذكر حوادثها التاريخية، ولا زاحة الستار عما كشف من آثارها القديمة.
وبين هذه المراجع، القديم، والحديث. وما كتب في العصر الحديث، نجد بعضه مدوّنا باللغة العربية، وبعضه الآخر باللغات الافرنجية. فعمدنا في هذا «الثبت الاجمالي»، الى جمع؟؟؟ ت هذا وذاك، وترتيبه وفق السياقة الهجائية لشهرة مؤلفيه.
1 / 13
أ- المراجع العربية القديمة «٢٠»
ابن الأثير: الواسطي. (اللباب في تهذيب الأنساب ٣: ٢٥٧) .
ابن بطوطة: مدينة واسط. (رحلة ابن بطوطة ٢: ٢- ٥) .
ابن حوقل: واسط. (صورة الأرض ١: ٢٣٩) .
ابن سعد: تسمية من كان بواسط من الفقهاء والمحدّثين (الطبقات الكبرى ٧ [بيروت] ص ٣١٠- ٣١٦) .
ابن عبد الحقّ: واسط. (مراصد الاطّلاع ٣ [ليدن] ص ٢٦٩- ٢٧١؛ طبعة ايران. ص ٤١١- ٤١٢؛ ٣ [القاهرة] ص ١٤١٩) .
ابن الفقيه الهمداني: واسط. (مختصر كتاب البلدان. ص ٩٣) .
ابن الفوطي: ذكر فتح المدرسة الشرقية الشرابية بواسط. (الحوادث الجامعة. ص ٧٦) .
ابن كثير: بناء واسط. (البداية والنهاية في التاريخ ٩: ٥١) .
ابن الوردي: واسط. (تتمة المختصر في أخبار البشر ١: ١٧٩) .
-: واسط (خريدة العجائب. ص ٥٢) .
أبو الفداء: واسط. (تقويم البلدان. ص ٣٠٦- ٣٠٧) .
اسحاق بن الحسين: ذكر مدينة واسط. (آكام المرجان. ص ١٦) .
الاصطخري: واسط. (كتاب الأقاليم. ص ٤٦) .
-: واسط. (المسالك والممالك. طبعة ليدن. ص ٨٢- طبعة القاهرة. ص ٥٨) .
البكري: واسط. (معجم ما استعجم. طبعة القاهرة. ص ١٣٦٣) .
البلاذري: أمر واسط العراق وأمر البطائح. (فتوح البلدان. ليدن. ص ٢٨٩- ٢٩٢- طبعة المنجّد. ص ٣٥٥- ٣٦٠) .
السمعاني: الواسطي. (الانساب. طبعة ليدن. ص ٥٧٦) .
1 / 14
الشابشتي: عمر كسكر. (الديارات. ط ٢ ص ٢٧٤- ٢٨٣) .
شمس الدين الدمشقي: واسط. (نخبة الدهر في عجائب البرّ والبحر. ص ١٨٦ و٢٧٢) .
القزويني: واسط. آثار البلاد وأخبار العباد. طبعة غوطا. ص ٣٢٠- ٣٢٢- طبعة بيروت ١٩٦٠ ص ٤٧٨- ٤٨٠) .
المسعودي: واسط العراق، (التنبيه والاشراف. طبعة ليدن. ص ٣٦٠- طبعة القاهرة. ص ٣١١) .
المقدسي: واسط. (أحسن التقاسيم. ص ١١٨- ١١٩) .
الهرويّ: مدينة واسط. (الاشارات الى معرفة الزيارات. ص ٨٠) .
ياقوت الحموي: واسط. (المشترك وضعا والمفترق صقعا. ص ٤٣١- ٤٣٣) .
-: واسط. (معجم البلدان ٤ [ليبسك] ص ٨٨١- ٨٨٨) .
اليعقوبي: واسط. (البلدان. طبعة ليدن. ص ٣٢٢- طبعة النجف. ص ٨٣- ٨٤) .
-: تاريخ اليعقوبي. (طبعة ليدن ٢: ٢٣٣؛- طبعة النجف ٣:
٢٣) .
ب- المراجع العربية الحديثة
أبو النصر (عمر): بناء واسط. (الحجاج بن يوسف حاكم العراقين.
بيروت ١٩٣٨؛ ص ١٦٦- ١٦٧) .
أحمد جمال الدين: معجم جغرافية واسط: معلومات عن جغرافية واسط ومواقع مدنها وأنهارها وآثارها. (سومر ١٣ [بغداد ١٩٥٧] ص ١١٩- ١٤٧) .
أحمد عيسى (الدكتور): بيمارستان واسط. (تاريخ البيمارستانات في الاسلام. القاهرة ١٩٣٩؛ ص ١٩٨) .
1 / 15
الأصيل (الدكتور ناجي): واسط الحجاج. (سومر ١ [١٩٤٥] الجزء ٢ ص ١٠- ١٤.
بشير فرنسيس: المظاهر الفنية في عواصم العراق الاسلامية القديمة على ضوء الاكتشافات الحديثة: الكوفة، واسط، بغداد، سامراء. (سومر ٤ [١٩٤٨] ص ١٠٣- ١١٢) .
-، كوركيس عواد: واسط. (سومر ٨ [١٩٥٢] ص ٢٨٠) .
الدجيلي (عبد الحميد): تاريخ واسط لبحشل. (الاعتدال ٦ [النجف ١٩٤٦] ص ٥٩- ٦٢) .
ذياب (فالح محمود): وسط الامبراطورية العربية، أو مدينة واسط. ما عثر عليه المنقّبون في هذه المدينة التاريخية. (جريدة «البلاد» البغدادية.
١٩ آذار ١٩٣٩) .
سركيس (يعقوب): مدينة العلم العريقة: واسط. (البلاد ١٧ و١٨ و١٩ و٢٠ آب ١٩٣٦. ثم أعاد نشرها في كتابه «مباحث عراقية» ١ [بغداد ١٩٤٨] ص ٢٢- ٣٣) .
سفر (فؤاد): واسط: نتائج الموسم السادس للتنقيب. (القاهرة ١٩٥٢؛ ٥٤ ص+ ٢٢ ل) .
سوسة (الدكتور أحمد): مدينة واسط. (ري سامراء في عهد الخلافة العباسية ٢ [بغداد ١٩٤٩] ص ٤٣١- ٤٤٤) .
شاكر حسن سعيد: الخصائص الفنية والاجتماعية لرسوم [يحيى] الواسطي. (بغداد ١٩٦٤؛ ٢٠ ص) .
شرارة (عبد اللطيف): واسط. (الحجاج طاغية العرب. بيروت ١٩٥٠؛ ص ١٨٠- ١٨١) .
الشرقي (علي): بحث في واسط. (الاعتدال ١ [١٩٣٣] ص ٣٢٨- ٣٣٢، ٣٨٥، ٣٨٩، ٤٩٣- ٥٠٢) .
الصكّار (سامي): واسط. (سومر ١ [١٩٤٥] ج ٢. ص ١٥٠) .
علي بهجت: واسط. (قاموس الأمكنة والبقاع التي يرد ذكرها في كتب
1 / 16
الفتوح. (القاهرة ١٩٠٦؛ ص ٢١٣) .
عوّاد (كوركيس): مخطوطة في تاريخ واسط مدينة الحجاج. (الأخبار الاسبوعية ١ [بغداد ١٩٣٨] العدد ٧ ص ١٨- ١٩، العدد ٨ ص ١٧- ١٨، العدد ٩ ص ١٨- ١٩) .
-: تواريخ واسط. (المقتطف ١٠٥ [القاهرة ١٩٤٤] ص ٣٨٩) .
-: حول واسط والأخيضر. (سومر ٣ [١٩٤٧] ص ٣- ١١) .
-: لمحات في خزائن الكتب الواسطية. (الغري ٨ [النجف ١٩٤٧] ص ٤٩٣- ٤٩٤) .
-: المراجع عن واسط. (سومر ١٠ [١٩٥٤] ص ٦٨- ٦٩) . ضمن مقال: «ما طبع عن بلدان العراق باللغة العربية» .
نسترنج (كي): واسط. (بلدان الخلافة الشرقية. ترجمة بشير فرنسيس وكوركيس عواد. بغداد ١٩٥٤؛ ص ٥٩- ٦١) .
محمود رزق سليم: واسط. (الحجاج بن يوسف الثقفي. القاهرة ١٩٥٧؛ ص ٧٨- ٨٠) .
المدوّر (جميل نخلة): واسط. (حضارة الاسلام في دار السلام. بولاق ١٩٣٦؛ ص ١٤- ١٧) .
مسكوني (يوسف): واسط مدينة الحجاج. (النجم ١٠ [الموصل ١٩٣٨] ص ٣٧٧- ٣٨٢) .
-: واسط مدينة الحجاج. (التفيض ١ [بغداد ١٩٤٠] ص ٣٣٢- ٣٣٦) .
-: الصناعة والتجارة في واسط. (مجلة غرفة تجارة بغداد ٥ [بغداد ١٩٤٢] ص ٧٢١- ٧٢٨؛ وسومر ٥ [١٩٤٩] ص ٢٩٧- ٥٠٧) .
-: نصارى كسكر وواسط قبيل الاسلام. (النور ١ [بغداد ١٩٤٩- ٥٠] العدد ١ ص ٩- ١٦، العدد ٢ ص ٦- ١٠، العدد ٤ ص ١٤- ١٦، العدد ٦ ص ٢٠- ٢٢) .
1 / 17
مصطفى جواد (الدكتور): خراب واسط. (لغة العرب ٩ [بغداد ١٩٣١] ص ٦١٥- ٦١٧) .
-: معجم مواضع واسط وأعيان واسطيّون من حملة العلم والأثر. (مجلة المجمع العلمي العراقي ٨ [بغداد ١٩٦١] ص ١١٤- ١٧١) .
ناجي معروف: مدارس واسط. (المدارس الشرابية وواسط ومكة. بغداد ١٩٦٥؛ ص ٢٥٧- ٣٠١) . وقد أفرد هذا البحث في رسالة بعنوان «مدارس واسط» . بغداد ١٩٦٦، ٦٤ ص) .
الهاشمي (الخطيب علي بن الحسين): سعيد بن جبير، أو شهيد واسط.
(بغداد ١٣٨٠ هـ؛ ٧٤ ص) .
واسطي [اسم مستعار]: كلمة حول واسط. (جريدة «الفضيلة] . العدد ٣٨- ٣٩ الصادر في الحلة في ١٦ أيار ١٩٢٦) .
واصف (أمين): واسط. (الفهرست: معجم الخريطة التاريخية للممالك الاسلامية. القاهرة ١٩١٦؛ ص ١١٢) .
ج- المراجع الافرنجية
Brockelmann (C.)، Geschichte der Arabischen Litteratur (٥ vols.،
.Leiden، ١٩٣٧- ١٩٤٣)
.Creswell (K.A.C.)، Early Muslim Architecture. (See:Index)
.Hamd- Allah Mustawfi of Qazwin (in ٧٤٠ A.H.- ١٣٤٠ A.D.)، Wasit
(The Geographical Part of Nuzhat- Al Qulub.Translated By G.Le
.Strange. (Leiden ١٩١٩; P.٥٣)
LeStrange (Guy)، Wasit. (The Lands of The Eastern Caliphate.
. (Cambridge ١٩٠٥; P.٣٩- ٤٠)
Minorsky (V.)، Wasit. (Hudud Al- Alam:-- The Regions of The
World،، A Persian Geography:٣٧٢ A.H.٨٩٢ A.D.Trans-
.lated.Oxford ١٩٣٧; P.١٣٨)
Perier (Jean)، Vied'al- Hajjaj (Paris ١٩٠٤; P.٢٠٣- ٢١٣) .
Safar (Fuad)، Wasit:The Sixth Season's Excavations. (Cairc ١٩٤٥) .
Streck (M.) Wasit. (Die Alte Landschaft Babylonien nach den Arabis-
chen Geographen.Leiden ١٩٠٠- ١٩٠١; PP.٣١٨- ٣٣٣) .
--:Wasit، (Encyclopedie de l'Islam.Vol.IV Leiden ١٩٣٤; pp.
(١١٩٢ -١١٨٨
.
1 / 18
- ٦- ترجمة المؤلف
أ- اسمه:
هو أسلم بن سهل بن أسلم بن زياد بن حبيب الرزّاز، أبو الحسن المعروف ببحشل «٢١» الواسطي «٢٢» .
والرزّاز: بفتح الراء وتشديد الزاي وبعدها ألف وفي آخرها زاي أخرى: يقال هذا لمن يبيع الرزّ «٢٣» . وذكر غير واحد من المؤرخين، انّ الرزّاز منسوب الى محلة الرزّازين، المحلة السفلى بواسط، ومسجده هناك، وداره «٢٤» .
ولم يكن أسلم أوحد من عرف ببحشل، فقد ذكر التاريخ قبله أحمد بن عبد الرحمن بن وهب القرشي بالولاء، أبا عبيد الله، المعروف ببحشل «٢٥»، المتوفى سنة ٢٦٤ هـ (٨٧٧ م) .
ولم تسلم لفظة بحشل من تصحيف. فقد وردت في بعض المراجع بصورة نحشل «٢٦»، وفي بعضها بصورة بحسل «٢٧» .
وقد تناول اللغويون لفظة «بحشل» بالشرح والتفسير. والذي أجمعوا عليه في إيراد معناها، هو انّ البحشل والبحشلي من الرجال: الأسود الغليظ،
1 / 19
وهي البحشلة. وقال ابن الأعرابي: بحشل الرجل اذا رقص رقص الزنج «٢٨» .
ب- حياته:
لم نجد بين المؤرخين الذين تطرّقوا لذكر أسلم، من أشار الى سنة ولادته.
أما سنة وفاته، فقد اختلفوا فيها بعض الاختلاف. فذكر ياقوت الحموي انه «مات في سنة ٢٨٨ قبلها أو بعدها بقليل» «٢٩» . ولكنّ الذهبي عيّن سنة وفاته بالذات، فقال انه «توفي سنة اثنتين وتسعين ومائتين» «٣٠» (٩٠٥ م) .
كان أسلم ممن ضرب بسهم وافر في علم الحديث، حتى عدّه المؤرخون محدّث واسط في عصره، كان من كبار الحفاظ الثقات، إماما، ثبتا، صدوقا. وكان لا مزيد عليه في الحفظ والاتقان. وقد جمع تاريخا لواسط، هو أول سفر يؤلف في تاريخ هذه المدينة، ضبط فيه أسماء الرواة ورتّب طبقاتهم «٣١» .
نوّه أسلم بأبيه في تاريخ واسط «٣٢» وسمع منه، كما سمع من جدّه لأمّه: وهب بن بقية، ومن عمّ أبيه سعيد بن زياد، ومن محمد بن ابي نعيم، وسليمان بن أحمد الشامي، ومحمد بن خالد الطحان، ومحمد بن الصباح الجرجرائي، ومحمد بن أبان الواسطي، وطبقتهم ممّن كان موجودا بعد الثلاثين ومائتين.
1 / 20
وحدّث عنه: أبو بكر محمد بن عثمان بن سمعان «٣٣» المعدّل، ومحمد بن عبد الله بن يوسف، وابراهيم بن يعقوب الهمداني، وعلي بن حميد البزّاز، ومحمد بن جعفر بن الليث الواسطي، وأبو القاسم الطبراني، وآخرون «٣٤» .
قال الذهبي فيه: «ليّنه أبو الحسن الدارقطني «٣٥»، أراد بذلك انّ أسلم، كان يأخذ الأحاديث باللين، أي انه كان يتساهل في ايرادها.
- ٧- مدينة واسط في التاريخ
بعث الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان ٣»
، بعامله الحجّاج بن يوسف الثقفي «٣٧»، ليتولّى إدارة العراق. فنزل أولا مدينة الكوفة، ثم رأى
1 / 21
انّ من الأصلح له أن يجعل مقرّه في مدينة أخرى غيرها. فأنشأ مدينة «واسط» في موضع من جنوبي العراق، يتوسّط بين الكوفة والبصرة.
ذكر البلدانيون، ان للعرب اثنين وعشرين واسطا «٣٨» في عدة مواضع من المعمورة. في: نجد والحجاز واليمن واليمامة والأندلس. والجزيرة وفي نواحي بغداد بدجيل، ومن قرى نهر الملك من نواحي بغداد. وفي نواحي الحلة وفي الخابور والرقة وحلب والموصل وبلخ وخراسان وفي غيرها من المواضع. ولكنّ أعظم تلك البلدان شأنا وأجلّها كانت «واسط» الحجاج.
وقد اختلف المؤرخون في تعيين زمن بناء مدينة واسط. فذكر بحشل ان بناءها حصل بين سنة ٧٥ و٧٨ هـ (٦٩٤- ٦٩٧ م) . وذكر غيره ان الحجاج استحدث مدينته سنة ٨٣ أو ٨٤ هـ (٧٠٢ أو ٧٠٣ م) وانتهى منها سنة ٨٦ هـ (٧٠٥ م) «٣٩» .
أنفق الحجاج على انشاء هذه المدينة، مبالغ كبيرة من المال. فقال بحشل إن ما أنفقه على هذا العمل، بلغ خراج العراق لمدة خمس سنين «٤٠» . وقال ياقوت الحموي ان ما غرم على بناء المسجد والقصر والخندقين والسور التي تحيط بالمدينة، ما مقداره ثلاثة واربعون مليون درهم «٤١» .
1 / 22
لقد كانت مدينة واسط، منذ تأسيسها، ذات شطرين يفصل بينهما نهر دجلة: شطر شرقي وشطر غربي. فقد كان مجرى دجلة القديم يمرّ بواسط.
والشطر الشرقي من واسط، وهو أقدمهما، كان فيه قبل مجيء الحجاج، على ما ذكر اليعقوبي «٤٢»، بلدة ساسانية يسكنها الفرس والنبط وهم الآراميون. وكانت تدعى «كسكر» التي عرفت في المصادر الآرامية باسم «كشكر» بالشين المعجمة. واستحدث الحجاج بلدته قبالتها على شاطىء دجلة الغربي، وأسكن فيها العرب وحدهم في بادئ الأمر. وبعد وفاة الحجاج سمح لغيرهم من الأقوام بالسكنى فيها. فاختلط العجم والعرب بمرور الزمن. واتّحد الشطران الشرقي والغربي شيئا فشيئا، حتى أصبحا مدينة واحدة.
وتنبىء المراجع التاريخية، ان الحجاج هدم لعمارة مدينته، كثيرا من المدن والقرى المكتنفة بها، ونقل أخشابها وأبوابها، حتى ضج أهل تلك النواحي واحتجوا على ما جرى. فلم يلتفت الى قولهم. وقد نقل الحجاج الى مدينته خمسة أبواب من مدينة الزندورد والدوقرة ودير ما سرجيس وسرابيط وغيرها من الأمكنة في أنحاء واسط «٤٣» .
واحتضن الجانب الغربي من واسط، عمارات ذات شأن. ففيه شيد الحجاج مبانيه العظيمة. فعلى مسافة ما من دجلة، كان يقوم قصره «٤٤» الذي اشتهر بقبته الخضراء. وكانت مساحة القصر أربعمائة ذراع في مثلها «٤٥» .
وللقصر أربعة أبواب، كل منها يفضي الى طريق عرضها ثمانون ذراعا «٤٦» .
ولعل تلك القبة الخضراء كانت في وسط القصر، وهي ولا شك أبرز مبانيه.
1 / 23