وأما المرة الثالثة فإنه لما توفي زاب اضطربت الدنيا سنين كثيرة مجهولة العدد، ولا ملك لها إلى أن ملكها كيقباد.
ويذكرون أيضا ان الملك قد خرج عنهم من أول الدهر إلى أن انتقل إلى العرب مرات، ملكهم فيها قوم ليسوا منهم فإختلف عليهم من أجل ذلك سنو تواريخ ملوكهم المتقدمين، من تلك المرة الأولى في زمان فيوراسب، والمرة الثانية في زمان افراسياب، والمرة الثالثة في زمان الأسكندر، والمرة الرابعة في تنقل الملك إلى العرب.
قال أبو معشر: وهم مختلفون أيضا في أعمار ملوكهم، فزعم بعضهم أن كيقباد ملك الأرض مائة وعشرين سنة، وبعضهم زعم أنه ملكها بضع عشرة سنة فقط.
قال أبو معشر: وكذلك سنو اليونانيين فيها من الاختلاف مثل ما في سني الفرس، وذلك أن سنيهم وتواريخها القديمة نقلت من العبرانية وان العبراني مختلف فيه لأن الذي منه في أيدي السامرة مخالف لما في أيدي عامة اليهود، والمنقول إلى اليوناني مختلف فيه أيضا لأن نقل السبعين يخالف نقل غيرهم.
قال: والاختلاف في عدد السنين من إبتداء التناسل إلى سنة الهجرة قائم. فاليهود تسوق ذلك حكاية عن التوراة إلى أربعة آلاف واثنتين وأربعين سنة وثلاثة أشهر. والنصارى تسوق ذلك حكاية عن التوراة أيضا إلى خمسة آلاف وتسعماية وتسعين سنة وثلاثة أشهر. والفرس تسوق ذلك عن الكتاب الذي جاء به زردشت المسمى ابستا، وهو كتاب دينهم، إن من عهد كيومرث والد البشر إلى سنة ملك يزدجرد أربعة آلاف وماية واثنتين وثمانين سنة وعشرة أشهر وتسعة عشر يوما.
صفحة ١١