التحفة السنية في تاريخ القسطنطينية

سليمان بن خليل بن بطرس بن جاويش ت. 1318 هجري
69

التحفة السنية في تاريخ القسطنطينية

تصانيف

رومية:

عاصمة إيطاليا من أشهر مدن الدنيا وأقدمها في الأعصار القديمة والحديثة، وهي واقعة على ضفتي نهر الطيبر الذي طوله 185 ميلا، وبعيدة عن مخرج هذا النهر ستة عشر ميلا، وكان دائرها خمسين ميلا، وبنى هذه المدينة روميلوس سنة 753ق.م، الذي كان أول ملك تسلط عليها من حين بنائها، وبقي متسلطا إلى سنة 716ق.م وفيها مات، وفي سنة 389ق.م كان هجوم الغاليين الأول عليها، وأخذهم إياها وحرقها تحت قيادة برنيوس، وقد أتقن روميلوس قوانينها الداخلية وأحكم ترتيبها، وفي هذه المدينة أبنية فاخرة وكنائس وقصور عظيمة حسنة وأثارات أو بقايا قديمة مشهورة، وأهلها كانوا يبلغون سنة 1841ب.م 149000 نفس، وسنة 1852ب.م 170000 نفس، وسنة 1858ب.م 180000 نفس، وسنة 1862ب.م 200000 نفس، ويذكر المؤرخون أن هذه المدينة كانت قديما أكبر مدن العالم، وكانت تحتوي على مليونين من النفوس، وكان لها ست عشرة بوابة؛ منها عشر كانت محصنة بالأسوار، وفي سنة 64ب.م أحرقها الملك نيرون الروماني، وفي سنة 455ب.م أخذها وسلب ما فيها الملك جانيساريك ملك شعوب قديمة في جرمانيا، وجلب الملك طيطس الروماني إليها التحف والكنوز والأواني من هيكل القدس، ثم أرسلها من هذه المدينة في السفن إلى قرطجنة أسكلة بحرية في إسبانيا، وفقدت حينئذ جميعها في البحر، وفي سنة 476ب.م كان انقراض المملكة الرومانية في الغرب واستيلاء أودواكر ملك الهرول عليها، وفي سنة 847ب.م دخل العرب في جهتها، وفي سنة 1450ب.م بنى البابا نقولا الخامس كنيسة مار بطرس المشهورة فيها، وهي أكبر كنائس الدنيا وأشهرها، وحقق بعضهم أن بناء هذه الكنيسة كان في 18 نيسان سنة 1506ب.م، وقال غيرهم سنة 1591ب.م، وواجهة أو ارتفاع هذه الكنيسة هو ثلاثمائة وثمان وسبعون قدما طولا، وارتفاعها - أي علوها - مائة وثماني وأربعون قدما، وقيل دام الاشتغال في بنائها مائة وإحدى عشرة سنة، وأنفق عليها مائة وستون مليون من الريال، وأما قصر الفاتيكان فيها، وهو سراية حضرة البابا؛ فطوله ألف ومئتا قدم، وعرضه ألف قدم، وفي هذا القصر ما ينيف على أربع آلاف حجرة، وفيه مكتبة تحتوي على مائة ألف مجلد وخمسة وثلاثين ألف كتاب بخط اليد، وفي سنة 1665ب.م مات فيها من الوبا في ليلة واحدة عشرة آلاف نفس، وفي سنة 1809ب.م استولى بونابرت عليها، وفي سنة 1871ب.م دخلها الإيطاليانيون وجعلوها عاصمة المملكة وكان حينئذ سقوط الباباوية المدنية، وفي هذه المدينة قنوات للماء عددها أربع وعشرون، وأطولها يبلغ نحو ستين ميلا، وآثار خرابات كثيرة من زمن قديم وأبنية وقصور عظيمة فاخرة، وكنائس بهية حسنة لا حاجة لاستيفائها هنا.

روسيا:

يحدها شمالا بحر الثلج الشمالي، وشرقا جبال أورال «التي طولها 1400 ميل وارتفاعها 4000 قدم» الفاصلة بينها وبين أملاكها في آسيا، وأيضا نهر ولكا ونهر دون ونهر أورال وبحر قزبين، وجنوبا البحر الأسود «الذي طوله 760 ميل» والبلاد العثمانية وجبال كوه قاف وأوستريا، وغربا البلاد العثمانية وأوستريا أيضا وبروسيا وبحر بلتيك «الذي طوله 800» وخليج بوثينا وأسوج ونروج، وطول هذه المملكة 1300 ميل، وعرضها ألف ميل، ومساحتها تبلغ 1626630 ميلا مربعا، وقال بعضهم مليونان ونصف، وقيل مليونان، وفي سنة 1827ب.م كان عدد أهلها أربعين مليونا، وسنة 1858ب.م كان ستة وخمسين مليونا، وسنة 1861ب.م ستين مليونا، وسنة 1862ب.م نحو ثمانين مليونا، وكانت هذه البلاد الواسعة قديما مقر عدة قبائل مختلفة أكثرها رحل، وفي الجيل الخامس والسادس ب.م أخذت القبائل الجنوبية منها في اكتساب الهيئة الاجتماعية من اليونانيين، وبنوا مدينة نفوغرود، ومدينة كيف والقبائل الشمالية اتحدت تحت سلطنة رجل يقال له روريك سنة 826ب.م، فاستولى على المدينتين المذكورتين، وبقي الملك بيد نسله إلى عصر فلادمير، وفي سنة 862ب.م صارت تنقسم سكان هذه المملكة إلى أحزاب وجمعيات متعددة مناقضة للحكومة التي كانت في ذلك الحين، وفي سنة 980ب.م دخل فلادمير الديانة النصرانية إلى المملكة، حيث كان بعض من هذه القبائل على العبادة الباطلة، وقال بعضهم إن دخول الديانة المسيحية إلى روسيا كان سنة 955ب.م، وفي سنة 981ب.م صار فلادمير ملكا، ودخل في النصرانية فتنصر معه الجانب الأعظم من رعيته، وفي سنة 1358ب.م صارت مدينة موسكو عاصمة المملكة.

وفي سنة 1689ب.م - وقيل سنة 1682ب.م - جلس على تخت المملكة الملك بطرس الأكبر وعمره سبع عشرة سنة، وأدخل لبلاده شيئا من العلوم والصنائع الشائعة يومئذ في بقية بلاد أوروبا، وبنى مدينة بطرسبرج على طرف خليج فينلاند ونقل إليه كرسيه، وفي سنة 1757ب.م كان استيلاء هذه المملكة على القرم، وفي سنة 1762ب.م قويت شوكة روسيا في أيام الملكة كاترينا، وفي سنة 1795ب.م انقسمت بلاد بولونيا بين أهل هذه المملكة وبروسيا وأوستريا، وفي سنة 1801ب.م زادت قوة هذه المملكة في أيام الملك إسكندر الأول، وفي سنة 1830ب.م نهض أهل القسم الذي أخذته هذه المملكة يطلبون استرجاع حريتهم فلم ينجحوا في ذلك، وقيل إن في سنة 1841ب.م كان جيش مملكة روسيا المنظم سبعمائة ألف جندي وقوتها البحرية كسفن حربية وغيرها كانت إذ ذاك من المائتين إلى الثلاثمائة سفينة، وفي سنة 1853ب.م كان حرب فرنسا وإنكلترا لهذه المملكة، وفي 17 آذار سنة 1861ب.م تحرر فيها عشرون مليون نفس الذين كانوا تحت رق العبودية، وفي السنة المذكورة قيل كان جيشها المنظم 577859 جنديا، وعمارتها البحرية 186 سفينة و41 مركب قلع.

رودس:

هي جزيرة من جزائر آسيا، واقعة شرقي جزيرة كريت، لقبها اليونان باسم الورد؛ لسبب كثرة الورد فيها؛ لأن «رودون» باليونانية تأويلها ورد، وهي معتدلة الهواء مخصبة التربة، طولها نحو أربعين ميلا، وعرضها نحو 15 ميلا، ومحيطها نحو 120 ميلا، وبينها وبين البر مسافة ثمانية أميال، وأهلها كانوا يبلغون سنة 1852ب.م 20000 نفس، وقاعدتها مدينة رودس في جهة الشمال الشرقي، وأهلها في السنة المذكورة كانوا يبلغون نحو 5000 نفس، وهذه الجزيرة فتحها الإسلام في أيام معاوية بن أبي سفيان.

وتملكها فرسان ماري يوحنا في سنة 1307ب.م، وسكنوها، وبنوا فيها أبنية كثيرة هي باقية إلى اليوم، ثم تملكها السلطان سليمان في سنة 1522ب.م، وفيها الصنم المشهور مسبوكا من نحاس أصفر، ارتفاعه مائة وخمسون قدما، وقيل سبعون ذراعا، ومسافة ما بين ساقيه خمسون قدما. كان راكبا قديما فوق مدخل مرساها الشهير، وكانت جميع البواخر التي تدخل وتخرج من هذه الجزيرة تمر بين رجليه، فكان يعد من عجائب الدنيا السبع، «القدماء عدوا عجائب الدنيا سبعا: وهي صنم رودس، وأهرام مصر، وهيكل أرطاميس في أفسس، وجنائن بابل المعلقة، وقبر ماوسوليوس، وكهف جزيرة أنتي باتروس، ولغز كريت»، قد صنعه رجل اسمه «كاريز»، وبقي يشتغل فيه اثنتي عشرة سنة، فتم عمله سنة 288ق.م، وبقي مرفوعا ستا وستين سنة، ثم سقط بزلزلة عظيمة، واشتراه بعض اليهود، وحمل نحاسه على تسعمائة جمل، يحمل كل منها اعتياديا كما قال بعضهم ستمائة أو سبعمائة ليبره، فيكون من المائة وخمسة أرطال إلى مائة واثنين وعشرين رطلا ونصف، وقال آخرون: ألف ليبرا، فيكون مائة وخمسة وسبعين رطلا، والجمل: حيوان يسميه العرب مركب البر، وهو سهل الانقياد، حقود إذا ضربه صاحبه، يترصد الظفر به ولو بعد حين، وله صبر شديد على الجوع والعطش؛ لصغر مرارته، وله أربع معد: يودع قبل السفر في إحداها مقدارا من الماء، فيصير يمكنه أي وقت شاء أن يسحب هذا الماء من تلك الأوعية الصغيرة التي يكون موعي فيها، وبهذا يبرد أو يروي ظمأه ويبلل غذاه.

حرف الزاء

زبيدة:

صفحة غير معروفة