3
تشتت جيش عبد العزيز وتزعزعت آماله، فنهض يائسا يضرب الضربة الأخيرة، وهو يرجو أن تكون القاضية إما عليه وإما على خصمه. اعتزم الهجوم ثانية على الرياض فإما أن يستولي عليها وإما أن يقتل في سبيلها.
وكانت قوته يومئذ ستين رجلا لا غير؛ أي إنه لم يبق معه من ذاك الجيش الذي بلغ عدده ألفين غير عشرين مقاتلا. وكان في الرياض قلعتان الواحدة ضمن الأخرى شيدهما ابن الرشيد وأقام فيهما تسعين من رجاله يرأسهم أمير اسمه عجلان.
خرج ابن سعود والستين البسلاء من مراحهم بين حرض وجبرين في 5 رمضان ووجهتهم الرياض، فوردوا ليلة العيد أبا جفان، وساروا منه في اليوم التالي فوصلوا في 4 شوال إلى حدود الرياض، ونزلوا في الساعة الثالثة عربية (التاسعة ليلا) في ضلع يبعد ساعتين عن العاصمة.
ترك عبد العزيز عشرين من قومه هناك كجيش احتياطي وتقدم بالأربعين الآخرين، وفيهم أخوه محمد وعبد الله بن جلوي أمير الحساء اليوم. فلما وصل إلى البساتين خارج السور أقام أخاه محمدا ومعه ثلاثون رجلا هناك، ومشى بالعشرة الباقين إلى غرضه، ولكنه لم يتمكن من الدخول إلى الحصن الخارجي؛ أي حصن السور إلا من البيت المحاذي وهو لفلاح يتجر بالبقر.
قرع عبد العزيز الباب فأجابت امرأة تقول: من أنت؟
عبد العزيز :
رجل من رجال الأمير عجلان أريد من رجلك أن يشتري لنا بقرا صباح الغد.
المرأة :
خسئت يا شبه الرجال، ما جئت تبغي البقر يا فاجر، بل جئت تبغي الفساد.
صفحة غير معروفة