============================================================
وفيها عزل قيس ابن سعيد عن أمرة مصر وولاها الأشتر مالك بن حارث فمات مسموما بالقلزم فولاها محمدا بن أبي بكر الصديق.
قال وفي هذه السنة سار علي عليه السلام من الكوفة وقدم أمامه طليعة اثتي عشر آلف فارس وسار إليه معاوية بن أبي سفيان في جيوش أهل الشام فالتقوا بصفين وأخذوا في القتال وذلك في أول ذي الحجة.
قال وفي سنة سبع وثلاثين الهجرة كانت جمهور وقعات صفين بين علي ومعوية وكان مدة المقام بها ماية وعشرة أيام وقع فيها تسعون وقعة كل وقعة يتقدمها موعظة من علي وطلب من معاوية البيعة وحقن الدماء فلم يجبه معاوية وقال لا نفعل حتى تدفع إلينا قتلة فتقتلهم به ثم أعزل الأمر ليكون الخلافة سورا يولون الناس أمورهم لمن جون عليه: قال وفي الوقعة الثالثة والثلثون من الوقعات قتل عمار بن ياسر قال والوقعة الأخيرة تسمى ليلة المرير وسميت بذلك لان الفريفين تطاعنوا بالرماح حتى نفضت ثم تعانقوا القتال بعضهم لبعضهم وكان الرجل منهم يمر على صاحبه بحيث لا سمع منهم صوت مقوم ويقال إن علي كان كلما قتل قتيل كبر فأحصي له تلك الليلة خمسماية تكبيرة وقيل ان عدة من قتل من الفريقين تلك الليلة سبعون ألفا من الشام خمسة وأربعون ألفأ ومن العراق خمسة وعشرون ألفأ وقيل إن هذه عدة من قتل بصفين في المدة كلها.
قال وكانت صبيحة ليلة المرير ظهورا بينا وكادت الغلبة تكون لهم فأشار عمرو بن العاص على معوية برفع المصاحف على الرماح خديعة (39) فرفعت على آريعة رماح وصاحوا هذا كتاب الله بيتنا وبينكم فاختلف أهل العراق على علي عليه السلام وخوفوه إن لم يجب إلى ما دعي إليه أهل الشام من تحكيم كتاب الله أن يقتلوه فأمر الناس أن يكفوا عن القتال فكفوا ورجع الفريفان ثم وقع الاتفاق على أن يخرج أهل العراق حكيمأ منهم وأهل الشام كيما منهم وتؤخذ عليهم العهود ليعملا بما في كتاب الله ثم يتبعوا بما اتفقا عليه فرضي أهل الشام بعمرو بن العاص ورضي أهل العراق بأبي موسى الأشعري وكتبوا فيه كتابا أخذوا فيه العهود على معوية وعلي وأصحابه بالوقوف عند ما يتفق عليه الحكيمان وتقرر الأجل شهر رمضان والمجمع بدومه الجندل فأخنت العهود على الكيمين المذكورين أن يحكما بالحق بين هذه الأمة وأشهدوا على ذلك جماعة من أكابر الفريقين ثم رجع علي بأصحابه إلى الكوفة ورجع معويه بأصحابه إلى الشام.
قيل كانت أصحاب علي بصفين تسعبن ألفأ وأصحاب معويه ماية ألف وعشرون ألفا ولما رجع علي عليه السلام من صفين فارقه اثتا عشر ألفا من أصحابه منكرين عليه تحكيم الرجال فأمروا عليهم عبد الله بن وهب الراستي فبعث اليهم علي عبد الله بن عباس فناظرهم وأقام الحجة وقال إن الله تعالى أمر بتحكيم الرجال فيما قيمته ربع درهم
صفحة ٢٤