============================================================
قال الشيخ أبو جعفر الطبري رحمه الله تعالى علي رضي الله عته ابن أبي طالب ابن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قضي ويكنى آبا الحسن وأمه فاطمة ابنة أسد بن هاشم ولم يل الخلافة من أبوة هاشميين غير علي ابن أبي طالب وابنه الحسن ومحمد الأمين بن زبيدة بويع له بالخلافة يوم قتل عثمان رضي الله عنه فولي مصر ق بن سعيد، قال وفي السنة السادسة والظثين سار الزيير بن العوام وطلحة بن عبد الله إلى مكة ونكثا بيعة علي وأظهرا أنهما يطلبان دم عثمان وكانت عائشة حين قتل عثمان بمكة فلما بلغها قتل عثمان وبيعة على اكلبت الناس على علي ودعتهم إلى أخذ تار عثمان رضي الله عنه (37) وقيل أنها قالت قتل عثمان والله مظلوما والله لأطالبن بدمه فقال لها أين أم كلاب والله لقد كنت تقولين اقتلوه قتلأ فقد كفر قالت استتابوه ثم قتلوه وقد قلت وقالوا وقولي الأخير خير من قولي الأول فقال أين أم كلاب.
منك الندا ومنى الغير ومنى الرياح ومنك المطر وأنت أمرت بقتل الإمام وقنتله.
عتدنا من أمر ولم يسقط السقف من فوقنا.
ولا اتكشفت شمسنا والقمر.
قال ثم سارت عائشة وطلحة والزبير من مكة قاصدين البصرة في جيش كثيف فاستولوا عليها ونهيوا بيت مالها فسار إليهم علي من العدينة في عشرين ألفأ ومع عائشة وطلحة والزبير ثلثون ألفأ فالتقوا بالبصرة يوم الخميس عاشر جمادى الأولى فقتل طلحة وانهزم الزبير فلحقه عمرو بن جرموز فقتله بوادي السباع وكان سن كل واحد من طلحة والزبير أربعة وسنين سنة وانهزم أصحاب عائشة بعد أن قتل من الفريقين ما ينيف عن لثين ألفأ وقيل كان عدة المفتولين من أصحاب الجمل تمانية ألف وقيل سبعة عشر ألفا وقتل من أصحاب علي نحو ألف وقيل قطع علي خطام الجمل الذي كانت عائشة ركبته سبعون يدا كلهم من بني ظبه كلما قطعت يد رجل تقدم آخر ثم عقر الجمل بعد أن صار كالقتفذ من السهام والذي عقره الأشتر مالك النجعي وعمار بن ياسر ثم احملوا الهودج ونجوا عائشة منه ويقال آن علي رضي الله عنه وكز الهودج برمحه وقال كيف رأيت صنع الله بك فقالت ملكت فاسجح علي فجهزها إلى العدينة في سبعين امرأة من بتي عبد الله بن قيس في هيأت الرجال ولما اتتصر على أصحاب (36) الجمال توجه إلى الكوفة ونزلها وأقام بها.
وفي هذه السنة بعث علي خريز بن عبد الله النلي إلى معوية ابن أبي سفيان يدعوه إلى البيعة فلم يجب.
صفحة ٢٣