142

Tarikh Mawsil

تصانيف

خبر خالد بن هبد الله القسرى وولايته العراق حدثنى هارون بن عيسى قال: حدثنا أحمد بن منصور قال : ذكر عبد الرزاق أن حماد بن سعيد الصنعانى أخبره قال : اخبرنى زياد بن عبيد الله قال : أتيت الشام فاقترضت .

~~فبينا أنا يوما على باب هشام بن عبد الملك إذ خرج على رجل من عند هشام، فقال : من انت؟ قلت : «زياد بن عبيد الله بن عبد المدان» قال : فتبسم وقال : «قم إلى ناحية العسكر فقل لاصحابى يرتحلوا(1)، فإن أمير المؤمنين قد رضى عنى، وأمرنى بالمسير، ووكل بى من يخرجنى4. قال فقلت: من أنت يرحمك الله؟ قال : خالد بن عبد الله القسرى، وقال : «مرهم يعطوك(2) - يا فتى - منديل ثيابى، وبرذونى الأصفر» ، فلما مررت قليلا ثادانى وقال : « إن سمعت يا فتى أنى قد وليت العراق يوما فالحق بى4 . قال فذهبت إليهم ، فقلت : اإن الأمير أرسلنى إليكم بأن أمير المؤمنين قد رضى عنه وأمره بالمسير»، فجعل يحتضننى هذا، ويقبل رأسى هذا، فلما رأيت ذلك منهم قلت : «وقد أمرتى أن تعطونى منديل ثيابه وبرذونه الأصفر» [قالو: اى والله كرامة](2) قال : فما أمى فى العكر (أحد](4) اجود ثيابا منى ولا اجود مركبا، فلم ألبث إلا يسيرا حتى قيل : «قد ولى خالد العراق»، فركبنى من ذلك هم، فقال لى عريفنا : «أراك مهمرما» قلت : «أجل، قد ولى خالد كذا وكذا، وقد أصبت هاهنا رزقا قد عشت به، وأخشى أن أذهب إليه فيتغير على فيفوتنى ما هاهنا وما هناك، فلست أدرى كيف أصنع» ، فقال لى : الحيلة في ذلك أن توكلنى بأرزاقك وتخرج، فإن أصبت ما تحب فأرزاقك لى، وإلا رجعت فدفعتها إليك؟

~~فقلت : نعم؛ وخرجت، فلما قدمت الكوفة لبست من صالح ثيابى، فأذن للناس ، فتركتهم حتى أخذوا مجالسهم، ثم دخلت، فقمت بالباب فسلمت، ودعوت، وانتسبت202، فرفع رأسه وقال : بالرحب والسعة، فما رجعت إلى منزلى حتى أصبت ستمائة دينار [بين نقد وعرض)(6).

----

صفحة ١٨٦