(مدينة حوث صورة في نظر المؤرخين)
لما تمتاز به مدينة حوث من كونها هجرة علمية، ومدرسة خالدة، اتجه إليها الكثير من العلماء العاملين المجتهدين البارعين، احتاج المؤرخون أن يبرزوا في كتبهم التعريف لهذه البلدة، وموقعها ودورها التاريخي السامي، ولنقتطف بعض أقوالهم هنا.
قال المؤرخ الكبير محمد بن محمد زبارة رحمه الله: حوث -بضم الحاء المهملة وبالواو الساكنة والثاء المثلثة- المعروفة ببلاد حاشد على مسافة ثلاثة أيام من صنعاء.
قال نشوان الحميري في شمس العلوم: حوث بلد باليمن، سمي بساكنه حوث بن السبيع من همدان من ولده الحوثان بالكوفة، وبحوث كان مقام نشوان بن سعيد مصنف هذا الكتاب.
وقال نشوان:
بشاطئ حوث من ديار بني حربي
لقلبي أشجان معذبة قلبي
وزاد عليه عبد الله النجري كما في ترجمته بالبدر الطالع:
فهل لي إلى تلك المنازل عودة
فتفرج من همي وتكشف من كربي
قلت-أي زبارة-: وقال القاضي محمد بن يحيى بهران بالقرن العاشر:
أقمنا بحوث بعض يوم وليلة ... فلله حوث من محل مكرم
وهجرة علم فاز بالسبق أهلها ... وفاقت وراقت ناظر المتوسم
بها سادة من آل طه كأنهم ... نجوم منيرات على إثر أنجم
وفيها قضاة جلة ومشائخ ... لهم درجات في العلا والتقدم
وقال القاضي محمد بن أحمد الحجري: بلدة حوث من البلدان العامرة بالعلم والعلماء، يسكنها طائفة من الأشراف أولاد الإمام يحيى بن حمزة الحسيني، ومن غيرهم.
صفحة ٣٠