19
والأرجح أنه لم يكن عبد الرحمن الأول هو الذي دخل في علاقات كهذه مع قارله، بل عبد الرحمن الثاني الذي كانت له علاقات مع شارل الأصلع، والذي كان عائشا في عصر لم تكن فيه هذه المصاهرات وأمثالها مستنكرة. أ.ه.
وقبل إكمال حديث «رينو» عن عبد الرحمن الأول وعبد الرحمن الثاني رأينا مناسبا أن نذكر خلاصة تاريخ عبد الرحمن الثاني نقلا عن نفح الطيب.
قال المقري: غزا عبد الرحمن بن الحكم لأول ولايته إلى جليقية وأبعد وأطال المغيب وأثخن في أمم النصرانية هنالك، ورجع، وفي سنة 208 أغزى حاجبه عبد الكريم بن عبد الواحد إلى ألبة والقلاع، فخرب كثيرا من البلاد وانتسفها، وفتح كثيرا من حصونهم وصالح بعضها على الجزية وإطلاق أسرى المسلمين، وانصرف ظافرا، وفي سنة 24 بعث قريبه عبيد الله بن البلنسي في العساكر، لغزو ألبة والقلاع، فسار ولقي العدو فهزمهم وأكثر القتل والسبي، ثم خرج لذريق ملك الجلالقة وأغار على مدينة سالم بالثغر، فسار إليه فرتون بن موسى وقاتله فهزمه وأكثر القتل والسبي في العدو، ثم سار إلى الحصن الذي بناه أهل ألبة بالثغر نكاية للمسلمين فافتتحه وهدمه، ثم سار عبد الرحمن في الجيوش إلى بلاد جليقية فدوخها وافتتح عدة حصون منها وجال في أرضهم ورجع بعد طول المقام بالسبي والغنائم، وفي سنة 26 بعث عبد الرحمن العساكر إلى أرض الفرنجة وانتهوا إلى أرض برطانية
20
وكان على مقدمة المسلمين موسى بن موسى عامل طليطلة
21
ولقيهم العدو فصبر حتى هزم الله عدوه. وكان لموسى في هذه الغزوة مقام محمود، وفي سنة 29 بعث ابنه محمدا بالعساكر، فتقدم إلى بنبلونة، فأوقع بالمشركين عندها وقتل غرسية صاحبها وهو من أكبر ملوك النصارى.
إلى أن يقول: وفي سنة إحدى وثلاثين بعث العساكر إلى جليقية فدوخوها وحاصروا مدينة ليون
22
صفحة غير معروفة