وفي سنة 765 أرسل رسلا إلى بغداد لبثوا ثلاث سنوات حتى رجعوا إلى فرنسة ومعهم رسل الخليفة، فنزلوا في مرسيلية وصعدوا إلى مقر ببين فبالغ في الاحتفاء بهم وقضوا ذلك الشتاء في مدينة «متز» باللورين، ثم أمر بإقامتهم في قصر سلس
Sels
على ضفاف اللوار ثم أعيدوا إلى الشرق، عن طريق مرسيلية، ومعهم الهدايا إلى الخليفة.
هذا وقد اتبع شارلمان خطة أبيه «ببين» في هذا المعنى فما استوسق له الأمر حتى أخذ يداخل أمراء الأندلس، من مسلمين ومسيحيين، فكان يقول لهذا الفريق: إنه إنما يريد ليحررهم من طاعة أمير قرطبة ويساعدهم على استقلالهم ويخفض جناح الرحمة لهم، ولذلك الفريق أنه هو حامي النصرانية الطبيعي الناصر للنصرانية الحافظ للكنيسة الأصلية القامع للبدع ... إلخ.
وكان العرب عندما فتحوا الأندلس أبقوا للمسيحيين حريتهم الدينية، فكان يوجد أساقفة في قرطبة وطليطلة والمدن التي من الدرجة الأولى
12
وكان لهم قسيسون في كل مكان وجدوا فيه، إلا أنه لا يظهر أنه كان يوجد في المدن الثغرية التي كانت مترددة بين حكم المسلمين وحكم النصارى أساقفة ينظرون في شؤون المسيحيين الروحية وكان المسلمون في إحدى الحروب هدموا مدينة طر كونة
13
فلم يبق فيها مركز أسقفي فصارت أمور بلاد كتالونيا الروحية مربوطة برئيس أساقفة أربونة في فرنسة، وقد كان أيضا رئيس أساقفة أوش من مقاطعة جيرس
Gers
صفحة غير معروفة