فأتاه بها وقد اقتلع رجلا كسرها من أرجلها فقال له: أين هذه الرجل؟ فقال: إني لا علم لي، كذلك أصبتها. فأمر بالرجل فعمل لها من ذهب، وعمل لها سفط من خوص فأدخلها فيه ثم سار حتى افتتح سرقسطة ومداينها. أ.ه.
ولم يرد في «أخبار مجموعة» أن موسى دخل بلاد إفرنجة، ومقتضى كلام صاحب هذا التاريخ أن هذا حصل من بعده، فإنه يذكر بعد ولاية موسى بن نصير ولاية ابنه عبد العزيز، ولا يذكر أن مقتل عبد العزيز كان بإشارة من سليمان بن عبد الملك كما ذكر كثير من المؤرخين، ولا يقول إن عبد العزيز بن موسى خرج عن الطاعة بعد ما بلغه ما فعل الخليفة بأبيه، بل بالعكس هو يقول: إنه لما بلغ الخليفة سليمان قتل عبد العزيز شق ذلك عليه وأمر عبيد الله بن زيد عامله على إفريقية بأن يتشدد في قضية قتل عبد العزيز، وأن يقبض على حبيب بن أبي عبيدة وزياد بن النابغة اللذين قتلاه، وأن يقفلهما إليه مع من شركهما في قتله من وجوه الناس.
الولاة على الأندلس بعد موسى بن نصير
وهو يذكر أن أهل الأندلس ولوا عليهم بعد عبد العزيز واليا صالحا كان يؤمهم في صلاتهم هو «أيوب بن حبيب اللخمي»
25
ابن أخت موسى بن نصير، وتولى بعده «الحر بن عبد الله الثقفي»، ثم في خلافة عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه تولى السمح بن مالك الخولاني، وأمره الخليفة بأن يخمس الأراضي ويخرج منها ما كان عنوة خمسا لله من أرضها وعقارها، وبقر القرى في أيدى غنامها بعد أن يأخذ الخمس، وأمره بأن يكتب إليه بصفة الأندلس وأنهارها، وكان رأيه انتقال أهلها منها لانقطاعهم عن المسلمين.
قال صاحب «أخبار مجموعة»: وليت الله كان أبقاه حتى يفعل، فإن مصيرهم إلى بوار إلا أن يرحمهم الله.
وهذه العبارة تدل على أن عقلاء المسلمين من أول الفتح، وفي أيام عنجهية العرب بالأندلس، وأيام كانت قرطبة عاصمة فيها مليون ونصف من السكان، وكان في الأندلس من عز الإسلام ما كان، لم يزالوا يستشعرون خطر المقام بتلك البلاد نظرا لانقطاعها عن بلاد الإسلام، ولكثرة فتن العرب بعضهم مع بعض، وفتن العرب مع البربر وغير ذلك.
هذا وبعد السمح بن مالك الخولاني تولى عنبسة بن سحيم الكلبي، ثم يحيى بن مسلمة الكلبي، ثم عثمان بن أبي سعيد الخثعمي، ثم حذيفة بن الأحوص القيسي، ثم الهيثم بن عقير الكناني، ثم عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي الذي استشهد في واقعة بلاط الشهداء
26
صفحة غير معروفة