مستورا عنه ويبقى في بداية الطريق مهما تقدم وأبدع في الإنتاج وأفاد البشرية من خيرات الأرض وأسرار الفضاء.
قال الله سبحانه وتعالى : ( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) وقال كريسى موريسون رئيس المجمع العلمي في النيويورك : ان البشر لا يزالون في فجر عصر العلم وكلما ازداد ضياء العلم سطوعا جلا لنا شيئا فشيئا صنعه خالق مبدع.
ان الإسلام حريص على ان يرشد الإنسان إلى تلك القوة المدبرة لهذا النظام ويفرض عليه الايمان ، بأنها هي المدبرة لكل شيء وسبب الأسباب ، ويجعل الايمان بالله والوحدانية الركيزة التي تقوم عليها دعائم الإسلام ، وأكثر ما جاء في آيات الكتاب الكريم بهذا الخصوص ورد في الآيات التي نزلت على الرسول (ص) في الأيام الأولى من بعثته ، بل ان معظم ما نزل عليه في مكة المكرمة قبل هجرته إلى المدينة يرجع الى توحيد الله سبحانه بأساليب مختلفة ، فمرة بالأدلة والبراهين ، واخرى بالأمثال والنظائر ، وثالثة بالتحذير والتخويف مما وراء هذه الدار من عذاب وأهوال أعدهما الله سبحانه للجاحدين والكافرين.
وقلما تخلو سورة من سوره من آية وآيات تدعو إلى الإيمان بالله ووحدانيته بأساليب مختلفة حسب اختلاف الإنسان في تفكيره وفهمه ومبلغ إدراكه.
وبعد ان تناول القرآن هذه الناحية وأولاها المزيد من العناية ، انتقل إلى المرحلة الثانية ، مرحلة التشريع ، التي هي النظام الذي يجب على الأمة أن تسير على هداه ، فتناول القرآن الكريم قسما منه والقسم الآخر كان الرسول (ص) يتلقاه من الوحي حسب الحاجة وهو بدوره يبلغه المسلمين حسب حاجتهم.
صفحة ١٩