القسم الأول
تحقيق اسم الفيوم
إن الذي حفر بحيرة موريس هو الملك أمنمحعت الثالث أحد ملوك العائلة الثانية عشرة، وهو من الرعاة، وكان اسم زوجته «سبك نفرورع»، ووجد في الآثار القديمة أن اسم الفيوم القديم «بي سبك»، فلا يبعد أن يكونوا قد وضعوا اسم الفيوم على اسم زوجة الملك المذكورة. وكانت الفيوم أيضا باسم «بيومع» أي مدينة اليم، واسم الفيوم بالهرمسية «بايوم» أو «فايوم».
ومن هذا يعرف أن الذين قالوا إن اسم الفيوم مأخوذ من قولهم: «ألف يوم» قد أخطئوا كثيرا، وتحرير هذا الزعم على قولهم: «إن سيدنا يوسف لما بنى الفيوم في جملة أيام اختلفوا في أنها سبعون يوما أو أربعة أشهر، وجاء الملك فرآها فسأل يوسف: في كم يوم بنيتها وحفرت ترعتها؟ فقال: في كذا من الأيام. فاستغرب الملك قوله وقال: إن هذا عمل يستغرق على الأقل ألف يوم. فدعوها باسم الفيوم.»
مع أننا لو تصفحنا التواريخ لوجدنا أن أمنمحعت الثالث كان موجودا قبل سيدنا يوسف بزمن طويل، وقد سميت الفيوم «بايوم» أو «فايوم» في زمن أمنمحعت المذكور، أي قبل ميلاد سيدنا يوسف كما ثبت ذلك من آثار الأقدمين، فإذن لا صحة لقول القائل بأن اسمها مأخوذ من «ألف يوم».
ومعنى «بايوم» أو «فايوم» بلد البحر، ولفظ الفيوم محرف عن هذين الاسمين، ومضاف إليه «ال» أداة التعريف.
أقوال هيرودتس عن الفيوم ومحتوياتها
هيرودتس هو رجل يوناني اشتهر بعلم تاريخ الأقدمين، وقد ساح في أغلب البلاد التي دون تاريخها وأخذ عن أهلها، ما ساعده على كتابة تاريخه، توفي هذا الرجل المؤرخ منذ 2200 سنة، قال في تاريخه فيما يختص بالفيوم ما يأتي - نقلناه مع إضافة بعض بيانات: «وقال لي الكهنة - أي كهنة المصريين: إنه لم يكن من هؤلاء الملوك - أي ملوك العائلة الثانية عشرة - واحد امتاز بأعمال عظيمة ولا بأثر جليل إلا موريس - يعني أمنمحعت الثالث - وهو آخرهم فإنه اشتهر بآثار كثيرة؛ لأنه بنى دهليز هيكل فلكانوس الذي إلى جهة الشمال، وحفر بحيرة سأذكر مساحتها فيما بعد، وأنه أنشأ أهراما سأذكر كبرها حينما آتي على ذكر البحيرة.» ا.ه.
وقال في موضع آخر من تاريخه ما نصه:
وأنا أذكر الآن ما جرى في مصر بحسب إقرار المصريين أنفسهم وسائر الأمم، وأضيف على ذلك ما شهدته بنفسي.
صفحة غير معروفة