============================================================
ذكر ذي القرنين الحصون يركب منهم في كل جمعة عشرة فوارس مع كل فارس مزربة من حديد كل مزربة خمسون منا فيضربون الباب بتلك المزاريب كل يوم ثلاث مرات يسمع من وراء الباب الصوت فيعلمون أن هنالك حفظة فإذا ضرب أصحاب القفل وضعوا آذانهم يسمعون لمن فيه دويا قال وبالقرب من هذه الحصون حصن كبير جدا وعلى بابه حصنان كل حصن منها مائتا ذراع وبين الحصنين شجرتان وعين ماء عذب وفي أحمد الحصنين آلات البناء التي بني بها السد من القدور الحديد والمغارف الحديد واللبنة منها ذراع ونصف ذراع ليعمر بها السد إن خرب منه شيئا، قال: فسألناهم عن يأجوج ومأجوج هل رأوا منهم أحدا فذكروا أن بعضهم ارتفعوا فوق الشرف فهبت ريخ فالقتهم إليهم فرأوا طول الرجل في رأي العين شبرا ونصفا قال سلام وكتبت صورة ما رأيت ورجعنا على بردنا حتى وصلنا إلى الواثق فأخبرناه بخبر السد وما رأيناه في الطريق فوصلنا بصلة جزيلة.
ويروى أن الخضر وإلياس يحرسان السد كل ليلة إلى الصباح، قال الحسن وروى أبو رافع عن النبي أن يأجوج ومأجوج ينحتون السذ كل ليلة حتى يرون شعاع الشمس من ورائه يقول قاثلهم ارجعوا فسوف ننقبه غذا فيرجعون ويعيده الله تعالى في ليلته كما كان ثم يحضرونه وينحتونه من الغد كذلك كل يوم إلى آن يأتي وقت خروجهم قال الله تعالى: فاذا باء وعد رى جملر دكله وكان وقد رتي حقا} [الكهف: الآية 98] فينحتونه يوما من الأيام فإذا أمسوا قال قاثلهم ارجعوا فسنتقبه غذا إن شاء الله تعالى فيستثني فيبقى السد رقيقا إلى آن يعودوا إليه من الغذ فيروه كذلك فينقبونه ويخرجون على الناس فيشربون مياه الأرض حتى ينشفوها ويتحصن الناس في حصونهم فيظهرون على الأرض ويقهرون من وجدوه فإذا لم يبق لهم أحد رموا بنشابهم إلى السماء فترجع إليهم وفيها كهيئة الدماء فيقولون قد غلبنا أهل الأرض وعلونا أهل السماء، ثم إن الله تعالى يبعث عليهم دودا يقال له النغف فيدخل في آذانهم ومناخيرهم فيقتلهم قال النبي ي: "فوالذي نفس محمد بيده إن دواب الأرض لتمسن من لحومهم".
وروى أبو سعيد الخدري قال سمعت النبي أنه قال يفتح سد يأجوج ومأجوج فيخرجون على الناس، كما قال الله تعالى: وهم من كل حدب ينسلوب [الأنبياء: الآية 96] فيعيشون في الأرض كلها وينحاز المسلمون إلى مدائنهم وحصونهم ويضمون اليهم مواشيهم فتشرب يأجوج ومأجوج مياه الأرض فيمر أوائلهم بالنهر فيشربون ما فيه فيتركونه يابسا فيمر بهم من بعدهم فيقولون لقد كان هلهنا ماء ولا يبقى أحد من الناس إلا أهلكوه إلا من يكون في حصن أو وزر فيقول قائلهم فرغنا من أهل الأرض وقد بقي من
صفحة ٣٥٨