من رواة الحديث، وحفاظ القرآن، وأركان القراءة، ومن يشار إليه وينقل عنه قرائته، وكبرت فيها منزلته.
وكان أبو العباس محمد بن جعفر بن الحسن البزاز أحد رواة الحديث و مشايخ الشيعة، ولد سنة ست وثلثين ومأتين ومات سنة ست عشر وثلثمائة، وكان من محله في الشيعة انه الوافد عنهم إلى المدينة عند وقوع الغيبة سنة ستين ومأتين، وأقام بها سنة وعاد، وقد ظهر له من أمر الصاحب عليه السلام ما احتاج إليه.
وكان أخوه الحسن بن جعفر أيضا ممن روى الحديث الا ان عمره لم يطل فينقل عنه. ذكره أبو غالب في الرسالة ص 31 ثم انقرض آل أعين بابن أبى غالب الزراري كما يأتي.
المتكلمون من آل أعين
تقدم آل أعين على بيوت الشيعة فضلا بما اكتسبوا من فنون العلوم، و معارف الاسلام حتى فازوا التقدم على المسلمين في جملة منها وبذلك صارت منزلتهم عظيمة وكان الكلام في عصرهم أعظم العلوم قدرا وأكثرها طلابا وأركزها في القلوب موضعها وقد كان في آل أعين من المتكلمين من فاز شرف التقدم على أقرانه فهذا زرارة بن أعين متكلم الشيعة في عصره قد اعترف بفضله الموافق والمخالف حتى الجاحظ العثماني كما يأتي، ونطق بموضعه من الكلام أئمة التراجم من أصحابنا وغيرهم. قال النجاشي: كان قاريا، فقيها، متكلما، شاعرا.. وقال ابن النديم:
فكان زرارة أكبر رجال الشيعة فقها، وحديثا، ومعرفة بالكلام، والتشيع.
وقال أبو غالب: وكان خصما، جدلا، لا يقوم أحد لحجته، الا ان العبادة أشغلته عن الكلام، والمتكلمون من الشيعة تلاميذه.
صفحة ٢٧