EDITOR|
تاريخ آل زرارة تأليف السيد محمد على الموحد الأبطحي چاپ رباني تلفن 28601
صفحة ١
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي أكرمنا بهدايته لدينه وألهمنا معرفة أنبيائه وحججه، والصلاة والسلام على سيد رسله محمد وآله الطاهرين واللعنة على أعدائهم إلى يوم لقائه.
أما بعد فان بيت آل أعين وأسرتهم الجليلة من بيوت اذن الله تعالى ان ترفع برجال فيهم قد صدقوا فيما عاهدوا الله عليه فتمسكوا بولاية آل محمد صلى الله عليه وآله ووعوا حديثهم، ونشروا رواياتهم، وكانوا عيبة علومهم، وأمناءهم على الحلال والحرام وأحبوا وليهم في الله، وأبغضوا عدوهم في الله، وقد توفرت فيهم الفضائل فصارت منزلتهم عند أئمة أهل البيت عليهم السلام عظيمة، ومكانتهم في حديث الشيعة وعلوم الشريعة رفيعة، فلذلك جمع أبو عبد الله الحجاج رحمه الله محدثي آل أعين، و ألف شيخ هذه العصابة وبقية آل أعين أبو غالب أحمد بن محمد الزراري رحمه الله رسالة فيهم وذكر فيها شطرا من أحوالهم ثم استدرك على هذه الرسالة تلميذه الجليل شيخ مشايخ الشيعة أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضائري رحمه الله بعض ما فات منه ثم استدرك عليها سيد الطائفة في عصره العلامة بحر العلوم رحمه الله فذكر ما لم يذكراه في آل أعين فجزاهم الله أحسن الجزاء، ومع ذلك كله لم يستوف في شئ من ذلك أسمائهم ولا استقصى فيها أحوالهم مما ورد في فضلهم من الأحاديث أو كلمات الاعلام، فرأيت أن أفرد في آل زرارة بن أعين رسالة وافية بما ورد فيهم جامعة لأسمائهم ولما وقفنا عليه من أحوالهم وتراجمهم ونسئله تعالى ان يتقبل ذلك بأحسن قبوله انه هو الموفق والمعين.
صفحة ٢
سنسن
سنسن، وهو كما عن التاج كهدهد، وبالسين المهملة المضمومة قبل النون الساكنة وبعدها والنون الأخرى أخيرا كما في الخلاصة وغيره: اسم عجمي يسمى به السواديون، وهو لقب جماعة.
وكان سنسن جد زرارة فارسيا راهبا في بلد الروم. ذكره الشيخ في الفهرست (74) ترجمة زرارة وقد دخل بلاد الروم في أول الاسلام، وكان من غسان . ذكره أبو غالب في الرسالة ص 10 ولم يظهر انه أسلم وترك الرهبانية كما يقتضيه ظاهر كلام أبى غالب في الرسالة وابن الغضائري في التكملة، أو انه لم يسلم فيزور ابنه أعين بأمان.
قال أبو غالب في ابنه أعين: فلما كبر قدم عليه أبوه من بلاد الروم، وكان راهبا، اسمه سنسنا، وذكر انه من (غسان) ممن دخل بلاد الروم في أول الاسلام، وقيل:
انه كان يدخل بلاد الاسلام بأمان فيزور ابنه أعين ثم يعود إلى بلاده.
وقال ابن الغضائري في التكملة (102): وكان (أي أبو غالب) أيضا يكره (يذكر - ظ) سنسن جد بكير وبنى أعين وولاه بنى شيبان، وانه من الرومي.
وقال ابن النديم في الفهرست (322) في آل زرارة بن أعين بن سنسن: وكان سنسن راهبا في بلد الروم.
أعين بن سنسن الشيباني
كان أعين مولى لبني عبد الله بن عمرو السمين بن أسعد بن همام بن مرة بن دهل بن شيبان. ذكره النجاشي في ترجمة زرارة.
وقال أبو غالب (19): كان أعين غلاما روميا اشتراه رجل من بنى شيبان من حلب (جلب خ -)، فرباه وتبناه، وأحسن تأديبه، وحفظه القرآن، (فحفظ
صفحة ٣
القرآن - خ) وعرف الأدب، فخرج بارعا أديبا، فقال له مولاه: أستلحقك؟
فقال: لا، ولائي منك أحب إلى من النسب، فلما كبر قدم عليه أبوه من بلاد الروم وكان راهبا..
وقال ابن الغضائري في التكملة (101): ووجدت بخط أبي الحسن محمد بن أحمد بن داود القمي قال حدثني أبو على محمد بن علي بن همام قال حدثني أبو الحسن علي بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين المعروف بالزراري..
وذكران أعين كان رجلا من الفرس، فقصد أمير المؤمنين عليه السلام ليسلم على يديه ويتوالى إليه فاعترضه في طريقه قوم من بنى شيبان فلم يدعوه حتى توالى إليهم.
الحديث بطوله.
قال ابن الغضائري بعد تمام الحديث: وهذا الحديث الذي ذكره ابن همام رحمه الله لم يقع لأبي غالب رضي الله عنه، ولو وقع إليه، أو كان سمعه من عم أبيه لحدثنا به ، ولذكره في هذه الرسالة لأنه كان شديد الحرص على جمع شئ من آثار أهله رحمهم الله تعالى، وكان يكره سنسن جد بكير، وبنى أعين، وولاه بنى شيبان، وانه من الرومي، وانما وجدت هذا بعد وفاته في سنة ثلاث.
وقال ابن النديم في الفهرست ص 322 عند ذكر آل زرارة بن أعين: وكان أعين بن سنسن عبدا روميا لرجل من بنى شيبان، تعلم القرآن ثم أعتقه، فعرض عليه ان يدخل في نسبه، فأبى أعين ذلك، وقال: أقرني على ولائي.
وقال الشيخ في الفهرست في ترجمة زرارة ص 74: وكان أعين بن سنسن عبدا روميا لرجل من بنى شيبان، تعلم القرآن، ثم أعتقه، فعرض عليه ان يدخل في نسبه فأبى أعين ان يفعله، وقال له، أقرني على ولائي، وكان سنسن راهبا
صفحة ٤
في بلد الروم.
وروى ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة (ج 4 ص 109 طبع مصر) عن زرارة بن أعين عن أبيه عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام قال: كان علي عليه السلام إذا صلى الفجر لم يزل معقبا إلى أن تطلع الشمس فإذا طلعت اجتمع إليه الفقراء والمساكين وغيرهم من الناس فيعلمهم الفقه والقرآن الحديث.
ورواه في البحار (ج 41 ص 132 (باب) 107 جوامع مكارم أمير المؤمنين عليه السلام عنه.
آل أعين
قال أبو غالب الزراري في ديباجة رسالته في آل أعين ص 2: اما بعد فانا أهل بيت أكرمنا الله عز وجل بمنه علينا بدينه، واختصنا بصحبة أوليائه وحججه على خلقه من أول نشأتنا إلى وقت الفتنة التي امتحنت بها الشيعة، فلقى عمنا حمران سيدنا وسيد العابدين علي بن الحسين صلوات الله عليهما الخ.
وقال أيضا ص 6: وآل أعين أكبر أهل بيت الشيعة وأكثرهم حديثا وفقها، وذلك موجود في كتب الحديث، ومعروف عند رواته.
وقال أيضا بعد ذكر زرارة وفضائله: ولآل أعين من الفضائل وما روى فيهم أكثر من أن اكتبه لك وهو موجود في كتب الحديث.
وقال ص 17: وقل رجل منا الا وقد روى الحديث. وحدثني أبو عبد الله الحجاج رحمه الله ، وكان من رواة الحديث انه قد جمع من روى الحديث من آل أعين فكانوا ستين رجلا. وحدثني أبو أحمد جعفر بن محمد بن لاحق الشيباني ان بنى أعين بقوا أربعين سنة (أربعين - خ) رجلا لا يموت منهم رجل الا ولد لهم فيهم غلام..
صفحة ٥
وقال أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضائري ره في التكملة بعد حكاية عدد بنى أعين عن كتاب الرجال للعقيقي كما يأتي (102): وروى أن بنى أعين أقاموا أربعين سنة (أربعين - خ) رجلا، كلما مات منهم رجل ولد فيهم ذكر..
وروى باسناده عن أبي العباس بن عقدة قال في آل أعين: كل واحد (كان) فقيها يصلح ان يكون مفتى بلد ما خلا عبد الرحمان بن أعين..
وقال الشيخ ره في الفهرست في ترجمة زرارة ص 74: عند ذكر آل أعين:
ولهم روايات كثيرة، وأصول وتصانيف سنذكرها في أبوابها إن شاء الله، ولهم أيضا روايات عن علي بن الحسين، والباقر، والصادق عليهم السلام نذكرهم في كتاب الرجال إن شاء الله الخ.
وروى الكشي في رجاله ص 107 في إخوة زرارة باسناد صحيح عن ثعلبة بن ميمون عن بعض رجاله قال قال ربيعة الرأي لأبي عبد الله عليه السلام: ما هؤلاء الاخوة الذين يأتونك من العراق، ولم أر في أصحابك خيرا منهم، ولا أهيأ. قال عليه السلام:
أولئك أصحاب أبي، يعنى ولد أعين.
وروى في الكافي ج 2 - 39 باسناده عن عبيد بن زرارة مدحهم بقوله: وهم بيت كبير.
وقال أبو غالب في الرسالة ص 42: ولم يبق في وقتي من آل أعين أحد يروى الحديث ولا يطلب العلم وشححت على أهل هذا البيت الذي لم يخل من محدث ان يضمحل ذكرهم ويدرس رسمهم ويبطل حديثهم من أولادهم..
وروى الحسين بن عبيد الله الغضائري في التكملة ص 100 باسناده عن أبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الحافظ المشهور في آل أعين قال:
كان كل واحد منهم فقيها يصلح ان يكون مفتى بلد ما خلا عبد الرحمان بن أعين
صفحة ٦
الحديث ويأتي تمامه في عبد الرحمان بن أعين.
وقال أبو جعفر محمد بن علي الشلمغاني أيام استقامته ووساطته من قبل أبى القاسم الحسين بن روح بن الناس وبين الناحية المقدسة لما دخل أبو غالب عليه وعرف نفسه قائلا: يا سيدي انا من ولد بكير بن أعين أخي زرارة فقال: أهل بيت جليل القدر في هذا الامر. رواه الشيخ في كتاب الغيبة ص 183 في حديث طويل قال أبو عمر والكشي في ترجمة زرارة بن أعين ص 99 - 31: حدثني محمد بن مسعود قال حدثني جبرئيل بن أحمد عن محمد بن عيسى عن يونس عن إسماعيل بن عبد الخالق عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ذكر عنده بنو أعين، فقال: والله ما يريد بنو أعين الا ان يكونوا على غلب.
قلت: ذكرنا في الشرح على الكشي ضعفه سندا ودلالة. وقد حققنا القول في الأخبار الدالة على طعون في آل أعين.
وقال في النجاشي ترجمة حفص بن البختري ص 103: وانما كان بينه وبين آل أعين بنوة فغمزوا عليه بلعب الشطرنج.
وقال العلامة السيد بحر العلوم قده في رسالته في البيوتات: آل أعين أكبر بيت في الكوفة من شيعة أهل البيت عليهم السلام، وأعظمهم شأنا وأكثرهم رجالا وأعيانا وأطولهم مدة وزمانا أدرك أوائلهم السجاد، والباقر والصادق عليهم السلام، وبقى أواخرهم إلى أوائل الغيبة الكبرى، وكان فيهم العلماء، والفقهاء، والقراء والأدباء، ورواة الحديث. ومن مشاهيرهم حمران وزرارة إلى أن قال: وأبو غالب أحمد بن محمد بن سليمان وكان أبو غالب رحمه الله شيخ علماء عصره وبقية آل أعين، وله في بيان أحوالهم ورجالهم رسالة عهد فيها إلى ابن ابنه محمد بن عبد الله بن أحمد. وهو آخر من عرف من هذا البيت.
صفحة ٧
خلفاء الجور مع آل أعين
لم يزل خلفاء الجور يحاولون القبض على خواص أصحاب الأئمة عليهم السلام وتشديد الامر عليهم حتى يتفرق الشيعة من حول الأئمة عليهم السلام وكانوا يفتشون عن أحوالهم ولذلك قد صدر لحفظ جماعة منهم طعون من الأئمة عليهم السلام كما صدر لحفظ زرارة بن أعين طعون ذكرها الكشي في رجاله وقد أخبر الإمام الصادق عليه السلام بأنها كانت لحفظه وصيانته من العدو رواه الكشي وغيره. وكان الامر كذلك على هؤلاء حتى قدم الحجاج الكوفة.
ولما قدم الحجاج الثقفي اللعين إلى الكوفة قال: لا يستقيم لنا الملك، و من آل أعين رجل تحت الحجر، فاختفوا وتواروا، فلما اشتد الطلب عليهم ظفر بعبد الرحمان بن أعين هذا المفتى من بين إخوته، فادخل على الحجاج، فلما بصر به قال: لم تأتوني بآل أعين، وجئتموني بزبارها، وخلى سبيله وكان كل واحد منهم فقيها يصلح ان يكون مفتى بلد ما خلا عبد الرحمان بن أعين، فكان يتعاطى الفتوى إلى أيام الحجاج. رواه الحسين بن عبيد الله الغضائري في التكلمة ص 100.
مسجد آل أعين ومحلتهم بالكوفة
وكان من موضع آل أعين في الكوفة ومنزلتهم في الشيعة ان لهم مسجدا دخل فيه أبو عبد الله الصادق عليه السلام وصلى فيه، وكان من المساجد الممدوحة بالكوفة ولهم محلة، ودرب تعرفان بهم، ودورهم متقاربة.
قال أبو غالب في الرسالة (18): ولهم مسجد الخطة (الحنطة. خ) يصلون فيه وقد دخله سيدنا أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام، وصلى فيه.
وفي هذه المحلة دور بنى أعين متقاربة، وقد بقى منها إلى هذا الوقت
صفحة ٨
دار وقفها محمد بن عبد الرحمان بن حمران على أهله ثم على الأقرب فالأقرب إليه، وكانت في أيدي بنى عقبة الشيباني، ولم يتكلم فيها أحد من أهلي، ولا تعرض لها حتى تكلمت أنا فيها في سنة أربع وستين وثلثمائة، وأشهدت على الحسن بن محمد بن (علي بن - خ) محمد بن عقبة الشيباني الذي كانت في يده أنها وقف في يده على بنى أعين وأخذت من إجارتها ما سلمته إلى ولد عم أبى: جعفر بن سليمان..
وقال: ولنا درب في خطبة بنى أسعد بين محلتهم، وهو في ظهر دار من دورنا وقف لم يبق لبني أعين في تلك المحلة دار غيرها وأنا أذكر حالها بعد أن شاء الله وبين خطة بنى تميم وكانت تعرف بدرب الجهم إلى أن فنى بنو أعين فنسب إلى بقال على بابه فهو يعرف به إلى هذا الوقت.
وقال ص 15: وكانت دارنا بالكوفة من حدود دور بنى عباد في دار الخزازين في زقاق عمرو بن حريث الشارع من جانبيه بقية من بناء سليمان، ودار بناها جدي محمد بن سليمان ودار بنيتها أنا، ودار اصطبل، ودور للسكان ليس في الشارع وجانبيه دار لغيرنا الا دارا لعمى علي بن سليمان، ودارا لعمات أبى الثلاث، وكن مقيمات ببغداد في دار عبيد الله بن عبد الله بن طاهر، وربما وردن الكوفة للزيارة فنزلن بدارهن إلى أن مات عبد الله ومتن قبله وبعده بيسير فأقام عبد الله في دوره بالكوفة..
وقال (12): وكان سليمان خال عبيد الله وانتقل إليه من الكوفة وباع عقاره بها في محلة بنى أعين وخرج معه إلى خراسان.. ثم عاد إلى الكوفة و ليس له بها دار فنزل دور أهله ومحلتهم إذ ذاك بقية، فنزل بالقرب من المسجد الجامع رغبة فيه على قوم من التجار يعرفون ببني عباد خزازين في خطة بنى زهرة، ثم ابتاع في موضعه دورا واسعة بقيت في أيدي ولده.
صفحة ٩
معرفة آل أعين لأهل البيت
قد تشرف آل أعين بمعرفة أهل البيت عليهم السلام وفازوا بمحبتهم، بدء منهم بذاك أعين بن سنسن فقصد أمير المؤمنين عليه السلام ليسلم على يديه، ويتوالى إليه، وتشرفوا بصحبة الأئمة عليهم السلام كما يأتي وكانت لهم منزلة عظيمة عندهم وورد عنهم عليهم السلام في جماعة منهم مدائح كثيرة، وصاروا بطانة لهم حتى عرفوهم قبر الامام أمير المؤمنين عليه السلام حين لا يخبروا به الا الخواص من أصحابهم، وعرضوا لهم نسخة كتاب الامام أمير المؤمنين عليه السلام بخطه وإملاء رسول الله صلى الله عليه وآله وغير ذلك مما سيأتي إن شاء الله عند ذكرهم.
وروى أبو غالب في الرسالة (21) ان لإخوة زرارة أختا يقال لها: أم الأسود، و يقال انها أول من عرف هذا الامر منهم من جهة أبى خالد الكابلي الحديث .
قلت: الاخبار المأثورة فيهم تدل بوضوح على شدة محبتهم لأهل البيت و معرفتهم بإمامتهم غير مليك، وقعنب على ما يأتي من أنهما يذهبان مذهب العامة وغيرهم عبد الله بن بكير فإنه فطحي قال بامامة عبد الله بن جعفر الأفطح لكنه ثقة جليل معدود من أصحاب الاجماع كما يأتي.
وقد افتخر بذلك أبو غالب الزراري بقية آل أعين في الرسالة (2) قائلا: اما بعد فانا أهل بيت أكرمنا الله عز وجل بمنه علينا بدينه، واختصنا بصحبة أوليائه و حججه على خلقه من أول نشأتنا إلى وقت الفتنة التي امتحنت بها الشيعة.
أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام من آل زرارة بن أعين
لم نجد تصريحا من أصحابنا على تشرف أحد من آل أعين بزيارة الامام أمير المؤمنين عليه السلام بل قال ابن الغضائري في تكملة الرسالة (101) في ذيل روايتي ابن حمزة الطبري،
صفحة ١٠
وابن داود القمي: وذكرا ان أعين كان رجلا من الفرس قصد أمير المؤمنين عليه السلام ليسلم على يده ويتوالى إليه، فاعترضه في طريقه قوم من بنى شيبان فلم يدعوه حتى توالى إليهم.
قلت: عدم التوالي إليه عليه السلام لو ثبت بهذه الرواية فلا يقتضى عدم الصحبة والتشرف بزيارته.
ثم إن بقائه إلى أيام أبى جعفر الباقر عليه السلام كما يأتي في الرواية يقتضى ادراكه أيام الامامين السبطين والسجاد عليهم السلام ولكن لم اقف على تصريح بذلك ولا على رواية له عنهم.
أصحاب السجاد عليه السلام من آل زرارة بن أعين
قال الشيخ في ترجمة زرارة من الفهرست (74) بعد ذكر أعين وأولاده:
ولهم روايات عن علي بن الحسين، والباقر، والصادق عليهم السلام نذكرهم في كتاب الرجال إن شاء الله.
وقال أبو غالب في الرسالة (2): فلقى عمنا حمران سيدنا وسيد العابدين علي بن الحسين صلوات الله عليهما.
قلت: ان صحت رواية أعين عن الباقر عليه السلام كما تأتى فتقتضي ادراكه أيام السجاد عليه السلام وان لم يرو عنه، كما أن عبد الملك بن أعين لم يبعد ادراكه أيامه حيث إنه كان من كبار أصحاب أبي جعفر الباقر عليه السلام كما يأتي عند ذكره.
أصحاب أبي جعفر الباقر عليه السلام من آل زرارة بن أعين
روى ابن أبي الحديد في شرح النهج (ج 4 ص 109 طبع مصر) عن زرارة عن أبيه عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام قال: كان علي عليه السلام إذا صلى الفجر لم يزل معقبا إلى أن تطلع الشمس فإذا طلعت اجتمع إليه الفقراء والمساكين فيعلمهم الفقه
صفحة ١١
والقرآن. الخبر ورواه في البحار ج 41 ص 132 باب 107 جوامع مكارم أمير المؤمنين عليه السلام عنه نحوه.
وكان أكثر بنى أعين من خواص أصحاب الباقر عليه السلام غير قعنب ومليك حيث كانا يذهبان مذهب العامة فلم تظهر روايتهما عنه، ولا عن أبي عبد الله عليهما السلام وكان زرارة من عيبة علومه وأمينه على الحلال والحرام ومستودع سره وكان حمران أمينه ووكيله الممدوح الذي مدحه عليه السلام بقوله: (لا يرتد والله ابدا) وسيأتي عند ذكره.
قال أبو غالب في الرسالة (3): ولقى حمران عمنا، وجدانا زرارة، وبكير أبا جعفر محمد بن علي عليهما السلام، وقال أيضا في مدح حمران: وروى أنه قرأ على أبى جعفر محمد بن علي عليهما السلام.
وقال ابن الغضائري في التكملة (97): ان حمران، وزرارة، وعبد الملك وبكيرا، وعبد الرحمان بنى أعين كانوا مستقيمين مات منهم أربعة في زمن أبى عبد الله عليه السلام، وكانوا من أصحاب أبي جعفر عليه السلام وبقى زرارة إلى أن مات أبو عبد الله عليه السلام.
قلت: وروى الكشي بطريقين نحوه ص 107 وفي آخره: وبقى زرارة إلى عهد أبى الحسن عليه السلام فلقى ما لقى. وذكرهم ابن النديم في الفهرست (322) عند ذكر آل أعين من فقهاء الشيعة ومحدثيهم وعلمائهم ومشايخهم الذين رووا الفقه عن الأئمة عليهم السلام ومصنفيهم قائلا: آل زرارة بن أعين، زرارة، واسمه:
عبد ربه، وأخوه حمران بن أعين، وكان نحويا، وابنه حمزة بن حمران، و محمد بن حمران، وبكير بن أعين، وابنه عبد الله بن بكير، وعبد الرحمان بن أعين، وعبد الملك بن أعين، وابنه ضريس بن عبد الملك من أصحاب أبي جعفر
صفحة ١٢
محمد بن علي عليهما السلام.
قلت: قد ذكرنا في طبقات أصحاب أبي جعفر عليه السلام من آل أعين من رواياتهم عنه جماعة هم: أعين بن سنسن، بكير، حمران، زرارة، عبد الرحمان، عبد الملك، عبد الجبار عبد الأعلى، عبد الله، عيسى بنو أعين، والحسين بن زرارة، وعبيد بن زرارة (روى عنه عليه السلام كما في أصول الكافي ج 1 ص 270)، وحمزة بن حمران، ومحمد بن حمران، وعبد الله بن بكير، وضريس بن عبد الملك.
وكان عمران بن أعين من طبقة أصحابه الا انه لم اقف على رواية ولا تصريح من أصحابنا على أنه من أصحابه، فروى عن جعيد الهمداني عن السجاد عليه السلام كما يأتي ومات من بنى أعين في حياة أبى عبد الله عليه السلام أربعة على ما رواه الكشي و غيره وذكره أبو غالب، وابن الغضائري والشيخ وغيرهم كما أشرنا إليه ويأتي عند ذكرهم، وهم: بكير، وحمران، وعبد الملك، وصلى، وترحم، و بكى على هؤلاء الثلاثة أبو عبد الله عليه السلام، وعبد الرحمان كما في الرواية ولكن الشيخ ذكره في أصحاب الصادق عليه السلام (231) وقال: يكنى أبا محمد، بقى بعد أبي عبد الله عليه السلام. ويأتي عند ذكره ما ينفع المقام، بل ربما يظهر مما يأتي ان عبد الله بن أعين ومالك بن أعين. وبريد بن مالك بن أعين بل وعبد الأعلى بن أعين، وعبد الجبار بن أعين، وعيسى بن أعين ليسوا ممن مات في حياته فلا حظ وتأمل.
أصحاب الصادق عليه السلام من آل زرارة بن أعين
قد روى جماعة من آل أعين عن أبي عبد الله عليه السلام وذكر هم الشيخ وغيره في أصحابه فمن بنى أعين: بكير، وحمران، وزرارة، وعبد الأعلى وعبد الرحمان، وعبد الملك، وعبد الجبار، وعبد الله، وسميع، وضريس، وعمران، وعيسى،
صفحة ١٣
وقعنب، ومالك، ومليك، وموسى ويأتي ذكرهم وأما أم الأسود بنت أعين فهي وأن أدركت ... أيامه ولكن لم أجد من ذكرها في أصحابه ولم أجد لها رواية عنه. وبقيت إلى أيام أبى الحسن عليه السلام وهي التي أغمضت زرارة ذكر العقيقي على ما في الخلاصة.
ومن بنى بكير بن أعين: عبد الله، وعبد الأعلى، وعبد الحميد، والجهم، وعمر ومن بنى حمران بن أعين: محمد بن حمران، وإبراهيم بن محمد بن حمران، وحمزة بن حمران، وعقبة بن حمران.
ومن بنى زرارة بن أعين: الحسن، الحسين، رومي، عبد الله، عبيد، محمد، يحيى، ويعقوب. ويأتي ذكرهم بتفصيل.
ومن بنى عبد الملك بن أعين: ضريس، على، محمد، يونس، المثنى، وغسان ومن بنى قعنب بن أعين: جعفر بن قعنب، ويونس بن قعنب.
ومن بنى مالك بن أعين: بريد، عثمان، غسان، وضريس بن بريد مولى بنى شيبان الكوفي. كما ذكره البرقي في أصحابه عليه السلام.
قلت: تقدم ما ينفع المقام في ذكر أصحاب أبي جعفر عليه السلام من آل أعين، ويأتي ذكرهم بتفصيل.
تنبيه: قد ورد عن أبي عبد الله عليه السلام ذموم في آل أعين رواها الكشي ص 98 - 28 وص 99 - 31 فربما يتوهم بعمومها لكل واحد منهم ان من لم يصرح منهم بتوثيق خاص يدخل في المذمومين ولكن الظاهر أنها وردت في زرارة بن أعين و سيأتي ان ما صح منها انما كان حفظا لدمه من كبد السلطان وقد حققناه في الشرح على الكشي، وفي كتابنا (اخبار الرواة) وستأتي الإشارة إلى ضعفها عند ذكر زرارة فانتظر.
صفحة ١٤
أصحاب أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام من آل زرارة بن أعين
تشرف جماعة من آل أعين بصحبة الامام أبى الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام وبالرواية عنه، كما نبه عليه أبو غالب في الرسالة وغيره. فمن بنى أعين:
عبد الرحمان بن أعين أبو محمد فقال الشيخ في أصحاب الصادق عليه السلام (231) عند ذكره:
بقى بعد أبي عبد الله عليه السلام. وروى في التهذيب ج 5 - 33 - 100 باسناد صحيح عنه، وعن عبد الرحمان بن الحجاج قالا: سألنا أبا الحسن موسى عليه السلام الحديث.
قلت: وفي الاخبار المصرحة بمن مات من بنى أعين في حياة الصادق عليه السلام ما يخالفه كما تقدم فلاحظه كما تأتى عند ذكره.
ومنهم زرارة فقد اتفقت الروايات على بقائه إلى أيامه، وصرح به أصحابنا والجمهور أيضا الا انها دلت على كونه مريضا في أيامه ومات في مرضه هذا، ولا تقتضي كونه من أصحابه وممن روى عنه عليه السلام، الا ان البرقي، والشيخ قد ذكراه من أصحابه في رجالهما، بل ما رواه البرقي في المحاسن (503) باب الأرز يدل على تشرفه بزراريته أيام أبيه، كما يؤيده الاعتبار وطول مصاحبته لأبيه ومنزلته عنده والظاهر أنه لو صحت صحبته وروايته عنه فإنما كانت أيام أبيه الصادق عليه السلام، ولا يعتمد على ما يظهر من بعض رواياتنا، وما ذكره بعض العامة انه قد دخل بعد وفاته عليه السلام على عبد الله الأفطح وأنه مال إليه أولا ثم توقف ويأتي عند ذكره ما ينفع المقام.
وروى من أولاد بنى أعين عن أبي الحسن عليه السلام جماعة.
فمن بنى زرارة: رومي، عبيد بن زرارة، عبد الله، وعبيد الله.
ومن بنى بكير: عبد الله، عبد الحميد، وأبو محمد الحسن بن الجهم بن بكير.
صفحة ١٥
ومن بنى حمران: عمران.
ومن بنى عبد الرحمان بن أعين: أعين.
أصحاب الرضا عليه السلام من آل زرارة بن أعين
قد أدرك الرضا عليه السلام وروى عنه من آل أعين: الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين. ذكره النجاشي والشيخ وغيرهما وقال أبو غالب في الرسالة: وكان جدنا الأدنى الحسن بن الجهم من خواص سيدنا ومولانا أبى الحسن الرضا عليه السلام وله كتاب معروف، وقد رويته..
والحسين بن الجهم. ذكره الشيخ في أصحابه بزيادة لقب (الرازي) ولا يبعد كونه مصحف (الزراري) ومحمد بن عبد الله بن زرارة. وقد أوصى ان تباع تركته ويحمل ثمنه إلى أبى الحسن عليه السلام.
أصحاب أبي جعفر الجواد عليه السلام
كان من أصحاب أبي جعفر عليه السلام من آل زرارة بن أعين: الحسن بن الجهم بل و غيره ممن أدرك أيام أبى الحسن عليه السلام على ما نشير إليه وذكرناهم في طبقات أصحابهما
أصحاب أبي الحسن علي بن محمد العسكري عليهما السلام من آل زرارة بن أعين
سليمان بن الحسن بن الجهم
قال أبو غالب في رسالته ص 11 عند ذكر جده سليمان بن الجهم: وأول من نسب منا إلى زرارة جدنا سليمان، نسبه إليه سيدنا أبو الحسن علي بن محمد صاحب العسكر عليهما السلام، وكان إذا ذكره في توقيعاته إلى غيره قال: (الزراري) تورية عنه وسترا له، ثم اتسع ذلك، وسمينا به، وكان عليه السلام يكاتبه في أمور له بالكوفة وبغداد.. إلى أن قال ص 16: فأقام سليمان في دوره بالكوفة، وعبيد الله بن عبد الله ابن أخته ان ذاك ببغداد يتقلدها، وله المنزلة الرفيعة من السلطان، وكان
صفحة ١٦
عمال الحرب والخراج يركبون إلى سليمان. وسيدنا أبو الحسن عليه السلام يكاتبه، وكان يحمل إليه من غلة زوجته بخراسان في كل سنة مع الحاج ما يحمل، فمات (ومات - خ) سليمان في طريق مكة بعد خمسين ومأتين بمدة وليس أحصيها.
وكان محمد بن عبد الله بن زرارة ممن أدرك أيام الهادي عليه السلام، كما ذكرناه في محله وأشرنا إليه في شرح الرسالة ص 215.
أصحاب أبي محمد الحسن العسكري عليه السلام
لا يبعد ادراك سليمان بن الجهم المتوفى بعد خمسين ومأتين أيام أبى محمد العسكري عليه السلام إذا كان وفات أبى الحسن عليه السلام سنة 254.
وكان من أصحابه عليه السلام محمد بن سليمان بن الحسن بن الجهم أبو طاهر الزراري. ذكره النجاشي في مصنفي الشيعة ص 267 - 939 وقال: حسن الطريقة، ثقة، عين، وله إلى مولانا أبى محمد عليه السلام مسائل والجوابات، له كتب..
ولا يبعد ادراك جماعة من آل أعين أبا محمد عليه السلام ممن يأتي ذكرهم في أصحاب الحجة عليه السلام.
أصحاب الإمام الحجة أرواحنا له الفداء من آل زرارة بن أعين
كان من آل زرارة بن أعين جماعة ممن تشرف بزيارة الإمام المنتظر عجل الله فرجه الشريف أو بتوقيع من الناحية المقدسة إليه أو بوكالة أو بمكاتبة أو باتصال بوجه ذكرناهم في طبقات أصحاب فمنهم:
علي بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين أبو الحسن الزراري.
ذكره النجاشي في مصنفي الشيعة (198) وقال له اتصال بصاحب الامر عليه السلام، و خرجت إليه توقيعات، وكانت له منزلة في أصحابنا، وكان ورعا، ثقة، فقيها لا يطعن عليه في شئ له كتاب..
صفحة ١٧
محمد بن سليمان بن الحسن بن الجهم أبو طاهر الزراري
قال أبو غالب الزراري في الرسالة (17): وكاتب الصاحب عليه السلام جدي محمد بن سليمان بعد موت أبيه إلى أن وقعت الغيبة.
وكان أبو طاهر الزراري رحمه الله هو الذي وصى إليه إمامنا الحجة أرواحنا له الفداء أبا سورة أحد مشايخ الزيدية المذكورين حينما تشرف بزيارته عند زيارته قبر أبى عبد الله الحسين عليه السلام يوم عرفة في حديث طويل ذكره الشيخ في الغيبة (181) قال عليه السلام له: فامض إلى أبى طاهر الزراري فيخرج إليك من منزله، وفي يده الدم من الأضحية، فقل له: شاب من صفته كذا يقول لك: صرة فيها عشرون دينارا جاءك بها بعض إخوانك، فخذ ها منه، وفي رواية أخرى: اعط هذا الرجل الصرة الدنانير التي عند رجل السرير.
قال أبو سورة: فتعجبت من هذا ثم فارقني ومضى وجهه لا أدري أين سلك، ودخلت الكوفة فقصدت أبا طاهر محمد بن سليمان الزراري، فقرعت بابه كما قال لي، وخرج إلى، وفي يده دم الأضحية، فقلت له: يقال لك: اعط هذا الرجل الصرة الدنانير التي عند السرير، فقال: سمعا وطاعة، ودخل فاخرج إلى الصرة، فسلمها إلى، فاخذتها وانصرفت.
أبو الحسن علي بن يحيى ابن الزراري
وله حديث لأبي سورة محمد بن الحسن بن عبد الله التميمي الزيدي الذي أرسله الإمام الحجة عليه السلام إلى بابه لاخذ المال الذي عنده ذكره الشيخ ره في الغيبة (163) 13 و 14 في حديث طويل في تشرفه بزيارته عليه السلام وفيه: ثم قال عليه السلام لي:
تمر إلى ابن الزراري علي بن يحيى فتقول له: يعطيك المال الذي عنده، فقلت له: لا يدعه إلى، فقال عليه السلام لي: قل له بعلامة انه كذا وكذا مغطى، فقلت له: و
صفحة ١٨
من أنت؟ قال: أنا محمد بن الحسن (إلى أن قال) وفي آخره: فقال لي صافحته؟
فقلت: نعم، فأخذ يدي فوضعها على عينيه ومسح بها وجهه الحديث.
أبو العباس الزراري محمد بن جعفر بن الحسن بن محمد البزاز
المتوفى: سنة 316: قال أبو غالب في الرسالة عند ذكره ص 31: وعمره ثمانون سنة، وكان من محله في الشيعة انه كان الوافد عنهم إلى المدينة عند وقوع الغيبة سنة ستين ومأتين وأقام بها سنة، وعاد، وقد ظهر له من أمر الصاحب عليه السلام ما احتاج (اضاح - خ) إليه.
محمد بن عيسى التستري
قال أبو غالب في الرسالة ص 33: وكان محمد بن عيسى أحد مشايخ الشيعة، وممن كان يكاتب، وكان خرج توقيع إليه جواب كتاب كتبه على يدي ابن نوح رضي الله عنه في أم عبد الله بن جعفر، حدثني بذلك خال أبى العباس الرزاز (جوابا مستقصا - خ) لم أقم على حفظه وغابت عنى نسخته، والجواب موجود في الحديث، وكتب بعد ذلك إلى الصاحب عليه السلام سئل مثل ذلك، فكتب عليه السلام: قد خرج منا إلى التستري في هذا المعنى ما فيه كفاية أو كلام هذا معناه.
أحمد بن محمد بن سليمان أبو غالب الزراري
كان أبو غالب رضي الله عنه ممن كاتب الناحية المقدسة وشرف بالجواب و ذلك في أيام السفير الحسين بن روح رضي الله عنه، فكتب مرة إلى الناحية المقدسة يسأل فيه عن الإمام عليه السلام ان يقبل منه ضيعته فيكتبها باسمه الشريف وألح في ذلك، فكتب عليه السلام في جوابه:
(اختر من تثق به فاكتب الضيعة باسمه فإنك تحتاج إليها). قال فكتبتها باسم أبى القاسم موسى بن الحسن الزجوزجي ابن أخي أبى جعفر رحمه الله لثقتي
صفحة ١٩
به وموضعه من الديانة والنعمة، فلم تمض الأيام حتى أسروني الاعراب ونهبوا الضيعة التي كنت أملكها، وذهب منى فيها من غلاتي، ودوابي، وآلتي نحو من ألف دينار، وأقمت في أسرهم مدة إلى أن اشتريت نفسي بمأة دينار وألف و خمسمأة درهم ، ولزمني في أجرة الرسل نحو من خمسمأة درهم فخرجت واحتجت إلى الضيعة فبعتها. رواه الشيخ في كتاب الغيبة ص 184 - 12 وص 197 - 32 في التوقيعات الواردة من الناحية.
وكتب أبو غالب رحمه الله مرة ثانية إلى الناحية المقدسة في أمر زوجته وجرت بينهما شرور في أيام أبى جعفر الوكيل من قبل السفير الحسين بن روح رضي الله عنه وذلك في حديث طويل إلى أن قال فقلت: أطال الله بقاء سيدنا، وانا أسال حاجة قال: وما هي؟ قلت: الدعاء لي بالفرج من أمر قد أهمنى. قال فأخذ درجا بين يديه كان أثبت فيه حاجة الرجل، فكتب: والزراري يسأل الدعاء له في أمر قد أهمه قال، ثم طواه، فقمنا و انصرفنا، فلما كان بعد أيام قال لي صاحبي: الا نعود إلى أبى جعفر، فنسأله عن حوائجنا التي كنا سألناه فمضيت معه، ودخلنا عليه، فحين جلسنا عنده اخرج الدرج، وفيه مسائل كثيرة قد أجيبت في تضاعيفها، فأقبل على صاحبي، فقرأ عليه جواب ما سأل، ثم اقبل على -، وهو يقرأ:
(واما الزراري وحال الزوج والزوجة فأصلح الله ذات بينهما) قال: فورد على أمر عظيم، وقمنا فانصرفت، فقال لي: قد ورد عليك هذا الامر، فقلت: أعجبت منه قال: مثل أي شئ؟ فقلت: لأنه سر لم يعلمه الا الله تعالى وغيري فقد أخبرني به، فقال: أتشك في أمر الناحية؟ (إلى أن قال:) ثم قضى أن عدنا إلى الكوفة فدخلت داري، وكان أم أبى العباس مغاضبة لي في
صفحة ٢٠