١٨٢٠ وكان تنزَّل قبل ذلك بعشر سنوات عن البطريركيَّة.
وكان الروم الكاثوليك خاضعين أيضًا لبطريرك يحب العلوم ويهتم بترقيتها بين طائفتهِ نريد البطريرك أغابيوس مطر وهو الذي أنشأ مدرسة عين تراز لتهذيب أبناء ملتهِ في العلوم الأكليريكية سنة ١٨١١ وقد أثبتنا في المشرق (٨ (١٩٠٥): ٥٠٨) الرسالة التي وجَّهها إلى طائفتهِ في هذا الصدد.
وكان السريان الكاثوليك في بدء القرن التاسع عشر فقدوا بطريركهم ميخائيل جروه الطيّب الذكر في ١٤ تموز سنة ١٨٠٠ (أطلب ترجمة حياتهِ في المشرق ٣ (١٩٠٠): ٩١٣) ولهُ الفضل في وضع أساس مدرسة الشرفة وفيها جمع مكتبة حسنة هي إلى اليوم من أغنى مكاتب لبنان. ثم خلفهُ اغناطيوس بطرس جروه وكان متضلعًا بالعلم وهو الذي عرّب مختصر الكتاب اللاهوت النظري والعملي لتوما دي شرم في مجلَّدين وكتب ترجمة عمهِ ميخائيل جروه ولهُ مواعظ لا تزال مخطوطة (المشرق ٩ (١٩٠٦): ٦٩٧) .
وكان يرعى الأرمن الكاثوليك منذ ١٧٨٨ غريغوريوس الأول وكان رجلًا عريقًا بالفضل والقداسة يعرف ما العلوم من المنفعة لخلاص النفوس فلباوغ هذه الغاية أنشأ في لبنان لطائفته مكدرسة في بزمار كانت بمثابة المدارس التي ذكرناها للطوائف الأخرى وهي لا تزال منذ مائة سنة موردًا يستقي منهُ المرشحون الكهنوت من الأرمن الكاثوليك وقد ساعدهُ في هذا العمل الخطير القس اندراوس شاشاتي فنظَّم معهُ مدرسة بزمار ورتُب قوانينها (اطلب المشرق ٣٦٦:٩) .
وفي أوائل ذلك العصر عينهِ أزداد عدد الكلدان الكاثوليك في العراق على عهد البطريرك يوحنّان هرمزد وقد أتاح الله لتلك الطائفة رجلًا غيورًا يدعى جبرائيل دنبو كان من تجار ماردين المعتبرين فأنشأ في الجبال المجاورة للموصل قريباُ من القوش ديرًا جعلهُ كمقام للعيشة النسكية وللعلوم معن وفيه تخّرج كثيرون من اللذين اشتهروا في القرن التاسع عشر بتقاهم وآثارهم العلمية بين الكلدان.
فترى ممّا سبق أنَّ الله جعل في أنحاء الشرق كخميرة بما اختمرت عقول أهل الأوطان فلما تزل تترَّقى إلى أن جرت في مضمار الآداب جرى الذكيات السوابق.
1 / 10