تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين
الناشر
دار المشرق
رقم الإصدار
الثالثة
مكان النشر
بيروت
تصانيف
إنشاء جمعية مرسلين انجيليين انتسبوا إلى مار يوحنا الإنجيلي وخدموا النفوس بأعمال الرسالة نحو عشرين سنة ثم خلفتهم جمعية مرسلي الكريم التي لا تزال حتى يومنا تفلح كرم الرب بنشاط وغيرة.
وكذلك تقدمت مدرستان أُخريان للطائفة المارونية كان سبق تأسيسها في أيَّام السيد البطريرك يوحنَّا الحلو نريد بهما مدرسة مار يوحنا مارون كفرحيّ ومدرسة مار مارون الرومية. فكان الساعي بإنشاء الأولى المطران جرمانوس ثابت في السنة ١٨١١ خصها بتهذيب بعض أحداث بلاد جبيل والبترون وجبة بشراي ثم اتسعت بعد ذلك في أيام الطيب الذكر المطران يوسف فريفر الذي صرف المجهود في تحسينها وقد حذا حذوه رؤساؤها من بعده لا سيما المرحوم المنسنيسور بطرس ارسانيوس الذي اهتم كثيراُ بشؤونها ونجاحها.
أما المدرسة الرومية فكان إنشاؤها بعد ذلك سنة ١٨١٧ وكانت هذه المدرسة ديرًا فأمر البطريرك يوحنا الحلو بتحويلها إلى مدرسة وصادق على أمره آباء مجمع اللويزة في السنة التالية. ولعائلة بيت الصفير أوقاف وحقوق على مدرسة الرومية التي أخرجت عددًا وافرًا من أفاضل الشبَّان المرشَّحين للكهنوت.
ولمَّا قام السيد يوسف حبيش بطريركًا على الطائفة المارونيَّة وَّجه عنايته إلى فتح المدارس لأبناء رعاياه ففُتحت أولًا مدرسة مار يوحنا مارون في صربا ١٨٢٧ وكان الساعي بذلك المطران يوحنا العضم. ثم فُتحت مدرسة أخرى في عرمون وكان هناك لبيت آصاف دير للراهبات إلى أسم مار عبدا هرهريا فحوَّلوه بعد أمر السيد البطريرك إلى مدرسة عموميَّة لتعليم شبان الطائفة المارونية العلوم الاكليريكية وصار لهذه المدرسة نجاحٌ عظيم خرج منها أولو فضل ممن تفتخر بهم ملتهم حتى اليوم كالسادة الإجلاء المطران يوسف النجم والمطران اسطفان عوّاد والمطران بولس عوّاد والمطران مسعد وكالخوارنة العالمين العاملين يوسف العلم وكيل مطران بيروت سابقًا ويوحنا رعد الغزيري الشاعر والخوري عبد الله العقيقي وغيرهم وقد اغتالت المنيَّة أكثرهم.
وبعد ذلك بسنتين (١٨٣٢) سعى البطريرك الموما إليه بتحويل دير مار سركيس سوباخوس في ريفون إلى مدرسة لأبناء الطائفة كمدرسة مار عبدا فلبَّى دعوته ولاة الدير من بيت مبارك بكل طيبة قلب وأفرغ رئيس الدير القس فرنسيس مبارك كنانة
1 / 50