تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين
الناشر
دار المشرق
رقم الإصدار
الثالثة
مكان النشر
بيروت
تصانيف
موتها منها بالذكر مطبعة ليدن في هولندة التي أبرزت قسمًا كبير من أجود تآليف العرب وخصوصًا في التاريخ ووصف البلدان.
بعض مشاهير الأدباء المسلمين في هذا الطور
كانت العلوم العربية في هذا الطور أرقى شأنًا عند النصارى منها عند المسلمين وإنما اشتهر بين هؤلاء بعض الأفراد تعاطوا الفنون الأدبية من شعر ونثر وخلفوا منها آثارًا طيبة وهانحن نذكرهم على سياق سني وفاتهم تنويهًا بفضلهم.
رفاعة بك الطهطاوي
كان رفاعة بك من أشراف طهطا إحدى مدن الصعيد ويرتقي نسبة إلى فاطمة الزهراء ولما ولد سنة ١٢١٦ (١٨٠١) كان الدهر أخنى على أسرته فذا في حداثته مرائر العيش ثم انتقل بعد وفاة والده إلى القاهرة سنة ١٢٢٢ (١٨٠٧) وانتظم في سلك طلبة الأزهر وطلب العلوم برغبة حتى روي منها وأحبه أستاذه لاجتهاده وقدومه. ونما خبره إلى محمد علي باشا إمام الدولة الخديوية فأرسله مع غيره من الشبان إلى فرنسة ليتلقوا فيها العلوم الأوربية فدرس اللغة الفرنسوية حتى أحسن فهمها واستقى من مناهل المعارف الغربية ما استلفت إليه الأنظار ونقل كتابًا افرنسيًا وسمه (بقلائد المفاخر في غرائب عوائد الأوائل والأواخر) فكان ذلك داعيًا لترقيته في المناصب. فقلده محمد علي وظيفة الترجمان في المكتب الطبي الذي أنشأه في جوار القاهرة سنة ١٢٤٢ (١٨٢٦م) فنقل إلى العربية عدة تآليف إفرنجية مستحدثة. ثم عرب في مدرسة الطوبجية كتبًا هندسية وغيرها. وفي ١٢٥١ (١٨٣٥) ندبه صاحب مصر إلى رئاسة مصر الألسن الأجنبية التي عرفت بمدرسة الترجمة فأحسن تدبيرها حتى بلغ عدد تلامذتها ٢٥٠. فجازاه الخديوي بمنحه رتبة قائمقام ثم رتبة أميرالاي. وأرسل مدة إلى الخرطوم لنظارة مدرستها وتولى نظارة المدرسة الحربية في مصر. ولم يزل يتقلب في المناصب وإدارة المدارس والتعليم والكتابة. وكان رفاعة بك لا ينقطع يومًا عن التأليف أو الترجمة. وهو الذي باشر أول جريدة عربية في بلاد الشرق وهي الوقائع المصرية سنة ١٢٤٨ (١٨٣٢) . ثم تولى في آخر حياته إدارة جريدة روضة المدارس. ولرفاعة بك نحو عشرين كتابًا بعضها من تأليفه كرحلته إلى باريس ومباهج الألباب المصرية وكتاب تاريخ مصر الحديث
1 / 134