وبعد مقتل عثمان اجتمع إليه الناس وطلبوا بيعته (1) فاعترضت أمامه عقبات، ومضائق شتى من اصحاب المصالح والأهواء فنكث عليه الناكثون ووقعت معركة الجمل، ومن بعدها كان القاسطون بقيادة معاوية قد استخدموا من قميص عثمان ستارا وغطاء لبغيهم وضلالهم فوقعت معركة صفين بين الإمام علي وبين معاوية، وكاد أن ينتصر الإمام (ع) على معاوية لولا خدعة التحكيم التي رفعوا فيها المصاحف على أسنة الرماح لتحكيم كتاب الله على زعمهم، وكان التحكيم الذي خدع فيه عمرو بن العاص أبا موسى الأشعري: إذ أعلن أبو موسى خلع الإمام علي (ع) من الخلافة وأعلن عمرو بن العاص تثبيت معاوية، وعندها كان دور الخوارج ((المارقين )) فخرجوا على الإمام علي (ع) ووقعت معركة النهروان.
وبينما الإمام علي (ع) مشغول بتدبير شئون الدولة الإسلامية كان يدور في الخفاء تدبير لئيم من أجل أغتيال أمير المؤمنين (ع) وقد قام بالمهمة أشقى الأشقياء (( عبدالرحمن بن ملجم )) ففي ليلة التاسع عشر من شهر رمضان سنة (40ه) والإمام علي (ع) خارج لأداء صلاة الفجر أهوى عليه اللعين بسيفه وضربه على هامته ومكث بعدها الإمام إلى الحادي والعشرين. ثم ارتحل إلى ربه شهيدا كريما. إلى جوار حبيبه محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
فضائله عليه السلام
لم يحظ أحد من المسلمين بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما حظي به علي (ع) من الفضائل والثناء والإجلال من ابتداء الرسالة الإسلامية، فقد حث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الأمة الإسلامية لا على تقديره واحترامه فحسب وإنما على اتباعه وموالاته والتزام نهجه وسبيله.
صفحة ٢٤