وفي يوم أحد تساقط حاملوا ألوية المشركين أمام ضرباته، ووقف صامدا في اللحظات العصيبة في المعركة يذب عن رسول الله. فقال صلى الله عليه وآله وسلم: (( علي مني وأنا منه )). فقال جبريل: (( وأنا منكما يارسول الله )).
فسمع صوت ينادي ويقول: لاسيف إلا ذو الفقار ولافتى إلا علي.
وكان يوم الخندق يوما مشهودا في تاريخ الإسلام، فقد قضى علي (ع) على معلم قريش وفارسها (عمرو بن عبدود) وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ذلك: (( برز الإيمان كله للشرك كله )). وتبع غزوة الخندق غزوات كثيرة: كخيبر، وحنين، وغيرها، كان الإمام علي(ع) يحرز فيها النصر للإسلام ولرسول الإسلام محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
التحق الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بربه فقام علي (ع) بتكفينه وتغسيله والصلاة عليه، ثم توجه لدفن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ففوجيء باجتماع سقيفة بني ساعدة وتولي أبو بكر الخلافة وبالوصية منه انتقلت إلى عمر عمر بن الخطاب.. ومن خلال المجلس الإستشاري (( السداسي )) الذي عينه عمر انتقلت الخلافة إلى عثمان بن عفان.
وبقي الإمام عليه السلام طيلة تلك الفترة يرقب أحداث الدولة الإسلامية وما تمر به الأمة الإسلامية من ارتداد بعض الأعراب، والتوسع في الفتوحات التي اترفت بها طبقة مخصوصة في المجتمع وفي تلك الظروف عكف الإمام علي على حفظ وجمع القرآن الكريم ولم يكن بمعزل عما تممربه الدولة الإسلامية فكان دائما يوجه نصائحه وتعاليمه للخلفاء حتى قال عمر: (( لا أبقاني الله لمعضلة ليس لها أبو الحسن )).
صفحة ٢٣