وقد وصف علي عليه السلام حاله مع رسول الله بقوله وهو يخاطب المهاجرين والأنصار بعد موت الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: (( وقد علمتم موضعي من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالقرابة القريبة، والمنزلة الخصيصة، وضعني في حجره وأنا ولد، يضمني إلى صدره، ويكنفني في فراشه، ويمسني جسده، ويشمني عرفه (1) ، وكان يمضغ الشيء ثم يلقمنيه، وماوجد لي كذبة في قول ولاخطلة (2) في فعل. ولقد قرن الله به صلى الله عليه وآله وسلم من لدن أن كان فطيما أعظم ملك من ملائكته، يسلك به طريق المكارم، ومحاسن أخلاق العالم ليله ونهاره، ولقد كنت أتبعه إتباع الفصيل أثر أمه، يرفع لي في كل يوم من أخلاقه علما، ويأمرني بالاقتداء به، ولقد كان يجاور في كل سنة بحراء، فأراه ولايراه غيري، ولم يجمع بيت واحد يومئذ في الإسلام غير رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وخديجة، وأنا ثالثهما، أرى نور الوحي وأشم ريح النبوة.
ولقد سمعت رنة الشيطان حين نزل الوحي عليه صلى الله عليه وآله وسلم فقلت: يارسول الله ماهذه الرنة؟
فقال: (( هذا الشيطان قد أيس من عبادته إنك تسمع ما أسمع وترى ما أرى إلا أنك لست بنبي ولكنك وزير وإنك لعلى خير )) (3) .
وقف علي (ع) مع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم منذ بداية الرسالة مؤمنا مناصرا له. ولماكان يوم الهجرة قدم نفسه قربانا وفداء للرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وفي أول مواجهة بين المسلمين والمشركين في غزوة بدر تهاوى أبطال المشركين أمام سيف علي (ع) وبلغ قتلاه ستة وثلاثين قتيلا من سبعين قتيلا في المعركة.
صفحة ٢٢