ويغرقون أنفسهم فيه ويقتلون نفوسهم أيضا على شاطئه.
أقول: وثم أنهار عظيمة في بلاد الترك معروفة للتجار المسافرين في تلك البلاد
وقد أهملها غالب مؤلفي الكتب في هذا الفن وقد أثبتها حسبما تلقيتها ممن شاهدها على قدر الطاقة فمنها:
نهر طنا:
بضم الطاء المهملة وفتح النون وألف وهو نهر عظيم يكون أكبر من دجلة والفرات إذا اجتمعا بكثير ويجري من أقصى الشمال إلى جهة الجنوب ويمر في شرقي جبل يسمى قشقاطاغ، ومعناه الجبل الصعب؛ لصعوبة مرتقاه وهو جبل فيه أجناس مختلفة من الكفر مثل الأولاق والماجار والسرب وغيرهم ويمر هذا النهر العظيم مع شرقي الجبل المذكور وكلما جرى جنوبا قرب من بحر نيطش وهو المعروف في زماننا ببحر القرم ولا يزال يتقارب منه ويقرب ما بين الجبل والبحر حتى يصب نهر طنا المذكور في البحر في شمالي مدينة تسمى صقجي وهي مدينة في بر القسطنطينية وهي في شمالي القسطنطينية بميلة إلى الغرب فعرض صقجي حينئذ أكثر من عرض القسطنطينية التي عرضها خمس وأربعون فعرض صقجي يقارب الخمسين بالتقريب يزيد على الخمسين أو ينقص قليلا.
نهر أزو:
بالزاي المعجمة المفخمة بعد الألف وفي آخرها واو، وهو أيضا نهر عظيم يأتي من الشمال وهو شرقي نهر طنا المقدم الذكر ويمر مغربا، ثم يعطف ويجري مشرقا حتى يصب في خور من بحر القرم بين صارا كرمان وأقجا كرمان وهما مدينتان على بحر القرم عرضهما مقارب لعرض صوداق، وطولهما أقل بكثير لأنهما غربي صوداق بمسافة كبيرة وصوداق، حيث الطول:
ست وخمسون درجة، والعرض: إحدى وخمسون درجة كذا ذكر ابن سعيد في الجزء الرابع من المعمور خلف الأقاليم السبعة.
صفحة ٦٨