والأبلة بليدة عند فوهته وذلك بعد أن يتجاوز دجلة سمت البصرة ويسير نهر الأبلة إلى جهة البصرة ويتفرع منه أنهار تسقي ما على جانبيه من البساتين الملتفة التي هي إحدى متنزهات الدنيا ويجري نهر الأبلة مغربا، ثم يعطف إلى جهة الشمال كالقوس حتى يلتقي مع نهر معقل عند البصرة فإذا مد البحر جرى نهر الأبلة في نهر معقل ورجع الماء قهقرى حتى ينتهي المد وتأتي السفن من بحر الهند وتصعد من عبادان في دجلة إلى الأبلة وتصعد في نهر الأبلة إلى البصرة، ثم تسير في نهر معقل إلى دجلة وإذا جزر البحر رجع الماء وجرى نهر معقل في نهر الأبلة وهما على ذلك دائما ونهر معقل مع نهر الأبلة مثل نصف دائرة ودجلة بمنزلة الوتر أو القطر وما تحيط به هذه الأنهر تسمى الجزيرة العظمى وجميعها بساتين ومزدرع.
والسادس نهر اليهودي:
وهو تحت نهر الأبلة بأربعة فراسخ وقد خرب بعضه وبقي البعض.
والسابع نهر أبي الخصيب:
وهو تحت نهر اليهودي بفرسخ وبعضه أيضا عامر والبعض خراب.
والثامن نهر الأمير:
ومخرجه من دجلة من تحت نهراني الخصيب بفرسخ وبعضه عامر والبعض خراب أيضا.
والتاسع نهر القندل:
وهو نهر كان موجودا في أيام عمارة البصرة وقد خرب الآن بالكلية وجميع هذه الأنهر تخرج من دجلة ويتفرع منها فوق ألف نهر جميعها تسقي البساتين والمزدرعات وتنصب فضلات بعضها إلى بعض وحكى لي من أثق به أن البصرة وبلادها التي على هذه الأنهر المذكورة قد خربت حتى لم يبق منها غير قيراط واحد من أربعة وعشرين قيراطا.
دجلة الأهواز:
تنبعث من الأهواز وهي حيث الطول: خمس وسبعون،
صفحة ٦٢