ويحمل من دجلة أيضا من تحت البطائح عدة أنهر
في الجانب الشرقي والجانب الغربي أما التي في الجانب الشرقي فليس لها شهرة طائلة فمنها نهر الأهواز وغيره وأما التي في الجانب الغربي فهي الأنهار المشهورة وأنهار الجانب الغربي وإن كانت كثيرة جدا حتى قبل: إنها تزيد على مائة ألف نهر فإن أصولها تسعة أنهر.
فأولها: وهو الفوقاني منها يقال له: نهر المرة
ويخرج من دجلة إلى جهة الغرب فيسقي الأراضي التي هي غربي دجلة وشمالي البصرة ويصب فضلاته إلى النهر الثاني.
والنهر الثاني: يقال له: نهر الدير
وهناك عند فوهته مشهد محمد بن الحنفية وفيه إلى يومنا هذا من الأموال ما لا يحصر فإن غالب أهل تلك البلاد روافض وإذا مات الشخص منهم أوصي بماله لهذا المشهد وهو معظم عندهم إلى الغاية وبين مخرج نهر الدير ونهر المرة ثلاثة فراسخ ويخرج نهر الدير في غربي دجلة ويسقى تلك البلاد.
والنهر الثالث: بثق شيرين وهو تحت نهر الدير بستة فراسخ
وأخبرني من أثق به أن بثق شيرين المذكور خرب وبطل بالكلية.
الرابع نهر معقل:
وهو من أجل أنهر البصرة وأعظمها ومخرجه من دجلة من تحت بثق شيرين بفرسخين ويسير مغربا، ثم يعطف جنوبا كالقوس حتى يتصل بالبصرة من غربيها وشماليها ويلتقي عند البصرة مع نهر الأبلة الذي سنصفه وموضع ملتقاهما يقال له: المنيا وسمي نهر المعقل باسم الذي حفره؛ لأن الأحنف أشار على عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- أن يحفره لأهل البصرة فأمر عمر معقل بن بشار المري بحفره فحفره ونسب إليه.
والخامس نهر الأبلة:
ومخرجه من دجلة من تحت نهر معقل بأربعة فراسخ
صفحة ٦١