نهر السوس الأقصى:
وهو نهر يأتي من الجنوب والشرق من جبل لمطة ويجري إلى الشمال ويمر على مدينة السوس الأبعد من شماليها، حيث الطول:
سبع درج، والعرض: ثلاثون درجة، ويزرع على جانبه قصب السكر والحناء وغير ذلك مثل ديار مصر ويجري كذلك ويصب في البحر نهر ملوية ذكره ابن سعيد قال: هو نهر كبير مشهور في المغرب الأقصى ويصب إليه نهر سجلماسة الذي منبعه من جنوبي سجلماسة بمسافة بعيدة ويصيران نهرا واحدا ويصب في بحر الروم في شرقي سبتة وجنوبيها على ثلاثمائة وعشرة أميال منها، وبين منبع نهر سجلماسة ومصبه في البحر نحو، ثمان مائة ميل.
نهر إشبيلية من الأندلس:
قال ابن سعيد: وهو في قدر دجلة وهو أعظم نهر بالأندلس وتسميه أهل الأندلس النهر الأعظم، ومخرجه من جبل شقورة، حيث الطول: خمس عشرة درجة، والعرض: ثمان وثلاثون وثلثان، ثم يصب إليه عدة أنهار منها: نهر شنيل الذي يمر على غرناطة، ونهر سوس: الذي عليه مدينة استجة.
قال ابن سعيد: وعلى هذا النهر من الضياع والقرى ما لا يبلغه وصف ويسير من جبال شقورة إلى جهات جيان ويمر على مدينة بياسه ومدينة أبده، ثم يمر على قرطبة ويجري من الشرق إلى الغرب، ثم إذا تجاوز قرطبة وقرب من إشبيلية ينعطف ويجري من الشمال إلى الجنوب ويمر كذلك على إشبيلية ويكون إشبيلية على شرقيه وطريانة على غربيه قبالة إشبيلية من البر الآخر، ثم ينعطف فيجري من الشرق إلى الغرب حتى يصب في البحر المحيط عند مكان يعرف ببر المائدة، حيث الطول: ثمان درجات وربع، والعرض: ست وثلاثون وثلثان، وتكون جزيرة قادس على يسار مصبه في البحر للمستقبل جهة الغرب، ويقع في هذا النهر المد والجزر من البحر مثل دجلة عند البصرة ويبلغ فيه المد والجزر سبعين ميلا؛ وذلك إلى قوق إشبيلية عند مكان يعرف بالأرحى، ولا يملح ماؤه بسبب المد عند إشبيلية؛ بل يبقى على عذوبته.
صفحة ٥١