تقريب التدمرية
الناشر
دار ابن الجوزي،المملكة العربية السعودسة
رقم الإصدار
الطبعة الأولى
سنة النشر
١٤١٩هـ
مكان النشر
الدمام
تصانيف
[الأحقاف: ٣٣] .
- وقال: ﴿وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا﴾ [الكهف: ٤٩] .
* وكل صفة نفاها الله تعالى عن نفسه فإنها متضمنة لشيئين:
أحدهما: انتفاء تلك الصفة.
الثاني: ثبوت كمال ضدها.
ألا ترى إلى قوله: ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا﴾ [فاطر: ٤٤]؛ فإن الله تعالى لما نفى عن نفسه العجز بين أن ذلك لكمال علمه وقدرته؟
وعلى هذا فنفي الظلم عن نفسه متضمن لكمال عدله. ونفي اللغوب والعي متضمن لكمال قوته. ونفي السنة والنوم متضمن لكمال حياته وقيوميته؛ ونفي الموت متضمن لكمال حياته.
وعلى هذا تجري سائر الصفات المنفية.
* ولا يمكن أن يكون النفي في صفات الله – ﷿ – نفيًا محضًا، بل لابد أن يكون لإثبات كمال وذلك للوجوه التالية:
الأول: أن الله تعالى قال: ﴿وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى﴾ [النحل: ٦٠] . أي الوصف الأكمل، وهذا معدوم في النفي المحض.
الثاني: أن النفي المحض عدم محض، والعدم المحض ليس بشيء، وما ليس بشيء فكيف يكون مدحًا وكمالًا؟!
الثالث: أن النفي إن لم يتضمن كمالًا فقد يكون لعدم قابلية الموصوف لذلك المنفي أو ضده، لا لكمال الموصوف، كما إذا قيل: "الجدار
1 / 48