تقريب التدمرية
الناشر
دار ابن الجوزي،المملكة العربية السعودسة
رقم الإصدار
الطبعة الأولى
سنة النشر
١٤١٩هـ
مكان النشر
الدمام
تصانيف
تجعلها في كفن وتصعد بها إلى السماء، ومع هذا فالعقول قاصرة عن إدراك كنهها وحقيقتها كما قال تعالى: ﴿وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا﴾ [الإسراء: ٨٥] .
فإذا كانت الروح حقيقة، واتصافها بما وصفت به في الكتاب والسنة حقيقة، مع أنها لا تماثل الأجسام المشهودة، كان اتصاف الخالق بما يستحقه من صفات الكمال مع مباينته للمخلوقات من باب أولى، وكان عجز أهل العقول عن أن يحدوا الله أو يكيفوه أبين من عجزهم عن حد الروح وتكييفها.
وإذا كان من نفى صفات الروح جاحدًا معطلًا، ومن مثلها بما يشاهد من المخلوقات جاهلًا بها ممثلًا، فالخالق سبحانه أولى أن يكون من نفى صفاته جاحدًا معطلًا، ومن قاسه بخلقه جاهلًا به ممثلًا.
الخاتمة القاعدة الأولى: في أن الله تعالى موصوف بالنفي والإثبات ... الخاتمة هذه الخاتمة تشتمل على قواعد عظيمة مفيدة: القاعدة الأولى: في أن الله تعالى موصوف بالنفي والإثبات يعني أن الله تعالى جمع فيما وصف به نفسه بين النفي والإثبات؛ كما قال تعالى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الشورى:١١] . وإنما جمع الله تعالى لنفسه بين النفي والإثبات؛ لأنه لا يتم كمال الموصوف إلا بنفي صفات النقص، وإثبات صفات الكمال. وكل الصفات التي نفاها الله عن نفسه صفات نقص كالإعياء،
الخاتمة القاعدة الأولى: في أن الله تعالى موصوف بالنفي والإثبات ... الخاتمة هذه الخاتمة تشتمل على قواعد عظيمة مفيدة: القاعدة الأولى: في أن الله تعالى موصوف بالنفي والإثبات يعني أن الله تعالى جمع فيما وصف به نفسه بين النفي والإثبات؛ كما قال تعالى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الشورى:١١] . وإنما جمع الله تعالى لنفسه بين النفي والإثبات؛ لأنه لا يتم كمال الموصوف إلا بنفي صفات النقص، وإثبات صفات الكمال. وكل الصفات التي نفاها الله عن نفسه صفات نقص كالإعياء،
1 / 45